ما إن ظهر الرئيس السابق حسني مبارك في وضع أفقي ( علي سرير طبي ) في قفص المحاكمة وإلي جواره نجليه علاء وجمال ووزير داخليته السابق حبيب العادلي وعدد من قيادات الوزارة السابقين؛ حتي تعاطف معه عدد من المواطنين ومثلهم بعض الفنانين وغيرهم المحسوبين علي النظام السابق أمثال الفنان طلعت زكريا الذي ظهر باكيا ما آل إليه رئيسه السابق في لقاء تلفزيوني مؤخرا. في مقابل التعاطف التلقائي حينا من بعض المواطنين، والمفتعل أحيانا عديدة ممن تصفهم قوي الثورة بال "منتفعين "؛ انتشرت علي صفحات الفيس بوك المناهضة لحكم الرئيس السابق دعوات رافضة للموقف المتعاطف، ودعمت موقفها بالعديد من الشهادات الحيّة وملفات الفيديو لضحايا نظام الرئيس السابق مثل ضحايا عبارة السلام 98 وضحايا قطار الصعيد المحترق .. إلخ . شباب الثورة اختاروا طريقا مغايرا في الرد علي المتعاطفين مع مبارك بعيدا عن الخطاب التقليدي لأحزاب المعارضة؛ حيث نشرت صفحة " كلنا خالد سعيد " ، كبري الصفحات التي حشدت ليوم 25 يناير ، رسالة لقائد مسلم اسمه يوسف بن تاشفين – موريتاني المولد - عرف بتاريخه المشرّف في خدمة الدين والزود عن بلاد المسلمين، وأبرز ما يذكر عن كفاح بن تاشفين دفاعه عن الدولة الأموية بالأندلس في مواجهة أعداءها حيث كان زعيما " للمرابطين في الشمال الإفريقي "، وحينما حاول ألفونسو ملك ليون وقشتالة مهاجمة ممالك الدولة الأموية نظرا لتمزق ملوكها وضعفهم تدخل ابن تاشفين وأعاد الأرض لأهلها، لكن الأمور لم تسر علي مايرام بعد ذلك مابين ابن تاشفين والمعتمد بن عباد ملك أشبيلية في عصر ملوك الطوائف من بني عباد الذي أشيع عنه حبّه للترف وظلمه لغيره مما حدا بابن تاشفين بحبسه في سجن يدعي " أغمات "فقيراً مجرداً من ماله ومقيّدا، وقد كان ابن عباد شاعرا فكتب يصوّر حاله حتي رقّت بعض القلوب فطالبت ابن تاشفين بالعفو عنه ؛ فما كان من المجاهد المسلم إلا أن أجابهم برسالة تناقلتها صفحات شباب الثورة اليوم ردا علي الدعوات المنادية بالعفو عن الرئيس السابق حسني مبارك . وفيما يلي نص رسالة ابن تاشفين : "يقولون، لنرحم الرجل فقد كبر سنه وذهبت دولته ولم يعد يملك من الأمر شيئا، وما سلّم حتى قَتل منا نفرا كثيرا ،وقد لقينا منه ما لم نلق من الروميّ وجيشه، فما بالكم تذكرون آخر الأمر ولا تذكرون أوّله، وتذكرون العاقبة وتنسون الأسباب يتشفّعون لي فيه ويقولون،ارحموا عزيز قوم ذُل، وما ذُل حتى أذل، وإنما إذلاله إذلال رجل واحد ، وكان ذله ذل أمّة بأكملها".