تأكيدًا لما نشرته "المشهد" فى عددها الصادر الأحد الماضى تحت عنوان "خلافات القطبين تهدد بتفجير لجنة الأندية وتفتح صفحة جديدة من الصراع"، أصبحت لجنة الأندية وطموحات وآمال فرق الدورى الممتاز فى مهب الريح، بسبب اتساع دائرة الخلاف بين القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك، واشتعال الأزمات بين مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، ولجنة الأندية ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، وهو ما دعا الأهلى واتحاد الكرة لمقاطعة اجتماعات لجنة الأندية، مما دفع مرتضى إلى تعليق اجتماعات اللجنة لأجل غير مسمى، وتجميد أعمالها لحين حل الخلافات الدائرة بين الأهلى والجبلاية واللجنة، والتوصل إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف للخروج من هذه الأزمة بما يضمن مصلحة الأندية. ورغم تراجع مرتضى منصور عن تصريحاته التى هاجم فيها محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، مؤكدًا أنه على أتمّ الاستعداد للذهاب إلى النادى الأهلى فى أقرب وقت لحل الأزمة والخلاف فى وجهات النظر لأن الخلاف بين الأهلى والزمالك أخطر من الفتنة الطائفية ولعب بالنار، إلا أن مسئولى الأهلى واصلوا التصعيد، ضد محاولات مرتضى للسيطرة على لجنة الأندية وانتقاداته التى يوجهها بشكل مستمر للقلعة الحمراء، وعبروا عن ذلك من خلال قرار مجلس الإدارة بمقاطعة اجتماعات لجنة الأندية، ما لم يكن هناك جدول أعمال للاجتماع يتم إعداده مبكرًا، وإبلاغ أعضاء اللجنة به وتكون الموضوعات التى سيتم مناقشتها معروفة للجميع حتى يتسنى لأعضاء اللجنة دراستها بعناية، واهتمام مع مجالس إدارات أنديتهم قبل اتخاذ أية قرارات فى اجتماعات لجنة الأندية. كما رفض محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، حديث مرتضى منصور عن إلغاء الهبوط فى هذا التوقيت، مؤكدًا أنه كلام مرفوض، وأن احترام لوائح المسابقة واجب ولا يقبل النقاش، وأن النظام الذى بدأت به المسابقة ووافقت عليه الأندية لابد أن تنتهى به، خاصة وأن أى تعديل يطرأ على المسابقة فى الوقت الراهن، يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المتنافسة خصوصا فى المقدمة، مشيرًا إلى أن اللجوء لأية استثناءات يتسبب فى زعزعة استقرار المنظومة الكروية فى مصر، والتى يجب أن يتكاتف الجميع من أجلها حتى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعى، بالشكل الذى تتمناه كل الأندية، مشددًا على أنه يجب أن ينظر الجميع لمصلحة الكرة المصرية وليس لمصلحة هذا النادى أو ذاك. وأكد رئيس الأهلى أن ناديه لن يوافق على إلغاء الهبوط أو تعديل نظام الدورة الرباعية، لأنه سيعود بالكرة المصرية للخلف، لاسيما وأن الجميع يسعى للارتقاء بمستوى المنافسة فى بطولة الدورى لإفراز أفضل العناصر للمنتخب الوطنى، الذى يستعد لخوض تصفيات قوية للتأهل لنهائيات الأمم الإفريقية 2015 بالمغرب. فى نفس الشأن اشتعلت أزمة جديدة بين مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، ومجلس إدارة الأهلى، بسبب إعلان بعض مسئولى الجبلاية عن موافقة اتحاد الكرة على تعديل نظام الدورة الرباعية، لتحديد بطل الدورى الممتاز للموسم الجارى، لتقام من دورين "ذهابًا وإيابًا" بدلا من دور واحد كما تم الاتفاق مع الأندية قبل بداية الموسم الحالى. وأعلن مسئولو الأهلى عن رفضهم التام لإجراء أى تعديلات على نظام وشكل مسابقة الدورى العام هذا الموسم، وهو ما يتعارض مع توصيات لجنة الأندية برئاسة مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، والتى أكدت أكثر من مرة تمسكها بإقامة الدورة من دورين وإلغاء الهبوط هذا الموسم، وصارت أزمة الدورة الرباعية ثلاثية الأبعاد. وأشارت مصادر داخل اتحاد الكرة أن الأزمة ستتفاقم بين الجبلاية والأهلى بعد تحديد الفرق الأربعة التى ستخوض الدورة الرباعية بشكل نهائى، حيث ستشترط الجبلاية موافقة الأندية الأربعة على تديل نظام الدورة، وهو ما سيفجر أزمة بين الجبلاية والأهلى، الذى يرفض تمامًا أى تعديلات على ما تم الاتفاق عليه قبل بداية الموسم. وأضيفت هذه الأزمة إلى الصدام الذى نشب مؤخرا بين اتحاد الكرة ولجنة الأندية برئاسة مرتضى منصور، بسبب التوصيات التى أعلنتها والخاصة بإلغاء الهبوط وإقامة الدورة الرباعية من دورين وعودة الجماهير للملاعب وتسويق مباريات الموسم الجديد بشكل منفرد، وهو ما دفع مجلس إدارة اتحاد الكرة إلى إعلان مقاطعته اجتماعات لجنة الأندية لأجل غير مسمى. إلى ذلك تلقت لجنة الأندية، صدمة جديدة، بعدما أخطرها اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، بشرط المهندس خالد عبد العزيز، وزير الرياضة، بتحمل سعر شارة البث فى الموسم الجديد، الذى تقدر تكلفتها بنحو 10 ملايين جنيه، فى حالة بيع حقوق إذاعة الدورى للتليفزيون المصرى فقط، وأكد مسئولو الجبلاية للجنة الأندية، أنه فى حالة تحمل وزارة الرياضة سعر شارة البث فى الموسم الجديد وفى المقابل قيام الأندية بالتسويق المنفرد وبيع حقوق البث لشركات خاصة، فإن ذلك سيضع وزير الرياضة فى موقف محرج من الناحية القانونية، حيث لا يجوز للوزير أن يدعم شركات القطاع الخاص فى مواجهة التليفزيون الحكومى. وجاءت هذه الخلافات والصراعات بين لجنة الأندية برئاسة مرتض منصور من جانب والنادى الأهلى واتحاد الكرة من جانب آخر، بسبب إلغاء الهبوط ودخول القلعة الحمراء فى صراع مع الجبلاية، بسبب نظام الدورة الرباعية وصدمة شرط بيع الأندية مباريات الدورى للموسم المقبل 2014 /2015 للتليفزيون الرسمى "ماسبيرو"، رغم وجود عروض خيالية تقدر ب 150 مليون جنيه فى الموسم الواحد، ومحاولة الأندية بيع مبارياتها منفردة، بعد الأزمة التى نشبت بينهم وبين التليفزيون هذا الموسم، كل ذلك دفع مرتضى منصور إلى إعلان استعداداه للتنازل عن رئاسة لجنة الأندية للنادى الأهلى رغبة منه فى إزالة الخلاف مع القلعة الحمراء، وعودة العلاقات الطيبة بين الناديين. وأشارت مصارد باتحاد الكرة أن مرتضى فشل فى إدارة الخلافات التى نشبت مع الأهلى ومع اتحاد الكرة، كما أنه وجد صعوبة كبيرة فى تلبية طلبات الأندية بإلغاء الهبوط هذا الموسم، ومنح الأندية الحق فى تسويق مبارياتها منفردة فى الموسم المقبل، فعرض ترك الأمر إلى مسئولى الأهلى لإنهاء الأزمة وإعطاء فرصة لمسئولى الأحمر بالتفاوض مع وزير الرياضة واتحاد الكرة، لحل أزمة البث الفضائى لعدم تكرار الأزمة مع التليفزيون الرسمى، وكذلك لحصول الأندية على أكبر استفادة من حقوق بيع المباريات.