قال الناقد والمترجم ربيع مفتاح، كان الشاعر أمل دنقل بمثابة بداية حياة بطل تراجيدي مسكون بالشعر والحرية. وأضاف مفتاح في تصريحات ل "بوابة القاهرة" رغم أن دنقل لم يكمل دراسته الجامعية، فقد تقدم كثيرون وكثيرات للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه فى أعماله الشعرية. وتابع، لقد عاش أمل وتنفس هواء جنوب مصر بكل ما فيه من صلابة وصدق وشجاعة وقدرة على الرفض، وحين شاهد بعينيه النصر وضياعه أطلق رائعته " لاتصالح ". وأوضح مفتاح، لقد قرأ أمل التراث العربي والتاريخي قراءة واعية ووظف ذلك فى شعره توظيفا فنيا بأشكال مختلفة وطرق متنوعة وعلى سبيل المثال وليس الحصر . يقول : والتين والزيتون .. وطور سنين .. وهذا البلد المحزون . لقد رأيت يومها : سفائن الإفرنج. تغوص تحت الموج. ويقول أيضا : أبانا الذي فى المباحث . نحن رعاياك وباق لك الجبروت وباق لنا الملكوت .. وباق لمن تحرس الرهبوت وقد كانت السخرية من أهم ملامح شعره وأخذت شكل الانتقاد والرفض يقول : قيل لى "اخرس " فخرست وعميت .......وائتممت بالخصيان ظللت فى عبيد " عبس " أحرس القطعان واستطرد الناقد ربيع مفتاح، وصلت هذه التراجيدية الانسانية إلى ذروتها عندما أصيب بمرض السرطان، وهذا ما عبر عنه فى مجموعته " أوراق الغرفة 8 " وهو رقم غرفته فى المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب أربع سنوات، حتى رحل في 21 مايو 1983 وهو تاريخ وفاته. ويختم مفتاح، إن أمل دنقل، بكل المقاييس بطل تراجيدي أدى دوره كاملا من خلال مأساة إنسانية كان هو محورها، لكنه ترك مآثر هذه البطولة فى أشعاره وكلماته والتي لن ينساها الزمن.