يبدو ان الوزير الوسيم منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة والاستثمار يحب الفحم أكثر من حبي شخصيا للفحم إذا وضع على المعسل، فقد انطلق الوزير الحبوب يروج لمنظومة استخدام الفحم كمصدر للطاقة خاصة في مصانع الاسمنت على انه اكتشاف جديد تم على يديه المباركتين، فقد اكتشف لنا الفحم ي القرن الحادي والعشرين بعد أن هجرته الدول التي استخدمته في إنتاج الطاقة منذ قرن على الأقل إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة. الوزير السنيور قال بملء فمه أننا مجبرون على اللجوء للفحم، لأنه يجب أن تتعدد مصادر الطاقة في أي بلد، فلا يمكن الاعتماد على مصدر واحد فقط، وأشار "عبدالفحم" اقصد عبد النور، إلي أن استخدام الفحم في صناعة الأسمنت "غير مضر"، و أنه ذهب إلى إيطاليا ووجد عددا من المصانع بداخل مدن مشهورة تستخدم الفحم في توليد الكهرباء. الوزير السنيور يبدو انه يفهم في كل شيء حتى انه تم اختياره ليكون وزيرا لثلاث وزارات هي التجارة والصناعة والاستثمار دفعة واحدة بعد ان حقق انجازات ضخمة في الوزارة التي تولاها سابقا وهي السياحة حيث وصل بمصر الى مصاف الدول السياحية عالميا، وجاء اليوم الذي يكتشف لنا فيه سيادته الفحم كمصدر مهم للطاقة، تخيلوا حجم الكارثة التي يدافع عنها الوزير السنيور عبدالفحم، وكم ستلحق بالمناطق المحيطة بها من تلوث، فلو كان سيادته مثلا طلب منا استخدام الفحم في شرب المعسل لاعتبرناه يعبر عن جموع الشعب المصري، أما أن يطلب منا استخدام الفحم في توليد الكهرباء في زمن الطاقة النووية والطاقة المتجددة فهذه كارثة. طبعا حكومتنا الرشيدة اكتشفت الفحم بعد أن ترك الآخرون استعماله بقرن من الزمن، فالشكر موصول لهذه الحكومة الرشيدة والشكر موصول أيضا لدول الخليج التي قطعت عنا إمدادات البترول التي وعدتنا بها في السابق مما دعا الوزير السنيور لاكتشاف ان الفحم مصدر مختلف للطاقة ويمكن أن ننتج به الكهرباء التي تنقطع عنا بصفة يومية، وهذه هي قمة الإبداع في تفكير بعض الوزراء عندما يعصرون ادمغتهم للبحث عن حلول للمشاكل المستعصية التي يسببها المجتمع المصري لهم وينغص عليهم حياتهم بها، فشكرا معالي الوزير "عبدالفحم" على هذا التفكير العبقري. وانا ادعوا وزيرة البيئة د. ليلي إسكندر إلى أن تمسك في تلابيب "عبدالفحم" وتحاول أن تفهمه أن مصر من أغني دول العالم في مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتوجد أعلي نسب رياح في منطقة البحر الأحمر، وأن استخدام الفحم فى صناعة الاسمنت بديل غير مناسب لمصر، ويسبب أمراض سرطانية نتيجة الرصاص المنبعث منه، ويصيب الأطفال بمرض السرطان بالتخلف العقلى، كما أنه يقلل فرص السياحة الغربية بعد تصنيف مصر كدولة كربونية، فضلا عن خسارة الملايين من الجنيهات لعدم التزام مصر بالطاقة النظيفة، وأن أصحاب مصانع الاسمنت لا ينظرون إلا لمصالحهم في استيراد الفحم كمصدر رخيص للطاقة بغض النظر عن اثره البيئى المدمر، وإذا فشلت في ذلك فلتجمع له كمية من الفحم سريع الاشتعال وتلقيه ثم تصرخ طالبة النجدة.