السؤال: عندما أتوضأ، وأثناء الوضوء أجد يدي، أو رجلي مصابة بزيت، أو دسم لا يزول بالماء. هل أغسله بالصابون، وأكمل الوضوء، خاصة أني أتوضأ بصعوبة جدا بسبب الوسواس، فعندما أصل إلى قدمي أحيانا أجدها مصابة بزيت الطبخ، أو السمنة، فأغسلها بالصابون، ثم بالماء وأكمل غسل الرجل الأخرى، وأنهي الوضوء، ولكنني أشك في صحة الوضوء، فأعيده. فهل يمكن استعمال الصابون خلال الوضوء أم يجب إعادة الوضوء كله بعد استعمال الصابون؟ الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يعافيك من الوساوس. واعلمي أن من أهم وسائل التغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل، الإعراض والتلهي عنها. وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب عليها في الفتويين: 51601، 3086 واعلمي أن وجود الدسم وغيره في أعضاء الوضوء، إنما يؤثر على صحته إذا كان له جِرم يحول دون وصول الماء إلى البدن، وإلا فلا، كما أن الزيت السائل ليس له جرم مانع من وصول الماء، وإنما الكلام في المتجمد منه ومن غيره. وانظري الفتوى رقم: 52445 وعلى فرض أن له جرما، وأنك استعملت الصابون لإزالته، ثم غسلت قدميك بالماء، فإن وضوءك صحيح، ولا يلزمك استئنافه من أوله؛ حيث إن استعمال الصابون هنا إنما هو لمصلحة الوضوء وليس أمرا أجنبيا عنه بحيث يخل بالموالاة المشروعة فيه، إضافة إلى أن الفصل اليسير لا يخل بالموالاة، وعلاوة على ذلك، فإن العلماء قد اختلفوا في أصل حكم الموالاة في الوضوء هل هي سنة أم واجبة. وانظري الفتوى رقم: 99968 وما أحيل عليه فيها. ثم إن بعض العلماء يقولون بالعفو عن الحائل اليسير، كما بينا في الفتوى رقم: 124350، ولا مانع من أخذك بهذا الرأي؛ حيث إنك مصابة بالوسواس، وقد ذكرنا في الفتويين: 181305 ، 134196 أنه لا حرج على الموسوس في أن يأخذ بأسهل الأقوال وأرفقها به، وليس هذا من تتبع الرخص المذموم. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى