(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ.. القتل - التهديد - الاغتيالات، حال الصحفيين الآن في مصر.. قلم - كاميرا - سلاح الصحفيين، بعد ميادة الدور على مين فينا؟).. جميعها عبارات قالها صحفيو مصر بعد سماعهم خبر استشهاد الزميلة ميادة أشرف التي تعمل بجريدة الدستور، والتي أصيبت مساء أمس برصاصة في الرقبة في أثناء تغطيتها الاشتباكات الدامية بين أنصار الإخوان وقوات الشرطة بمنطقة عين شمس. ثورة غضب عارمة اجتاحت جميع الصحفيين الذين رأوا أرواحهم معرضة للخطر، دون أي حماية من أي جهة قانونية أو حقوقية فأصحبت حياة الصحفي أرخص بكثير مما كنا نتوقع، فجميعنا معرضون للموت لمواجهتنا الخطر بصفة مستمرة لكثرة الأحداث الدامية بالبلاد التي لم تنتهِ ونخشى أن تظل مستمرة أكثر من ذلك، ثلاث سنوات مرت على ثورة 25 من يناير توفي خلالها عشرات الصحفيين دون وجه حق فذنبهم الوحيد هو قيامهم بواجبهم المهني في تغطية الأحداث. ميادة لم تكن شهيدة الصحافة الوحيدة ولا الأخيرة فقد سبق ميادة الشهيد أحمد محمد محمود بخيت، يعمل مصورا صحفيا "بأسبوعية التعاون" إحدى منشورات مؤسسة الأهرام الإعلامية الذي توفي في 5 فبراير 2011م بأحد مستشفيات القاهرة متأثرا بطلقات قناص أصابته في أثناء التقاطه صور الاضطرابات من على شرفة بيته بأحد أحياء القاهرة بالقرب من ميدان التحرير. ثم لحق به الصحفي الحسيني أبو ضيف الصحفي بجريدة 'الفجر" والذي تم قتله في ديسمبر 2012 خلال مصادمات بين متظاهرين مناهضين للإخوان والمعزول محمد مرسي، وبين مؤيدي جماعة الإخوان خارج القصر الرئاسي بميدان الاتحادية. كما تم استشهاد الصحفي صلاح الدين حسن مراسل جريدة شعب مصر ببورسعيد في 28 يونيو 2013 في أثناء تأديته واجبه وقيامه بتغطية المظاهرات السلمية على إثر انفجار وسط ميدان الشهداء بمدينة بورسعيد، حيث ألقي عليه الجسم المنفجر فخر جثة هامدة بعدما فصل رأسه وعنقه عن جسمه وبتر ساعده الأيمن فضلا عن إصابات أخري متفرقة بجسده. ولن ننسى الزميل تامر عبد الرؤوف عضو النقابة ومدير مكتب جريدة "الأهرام" بمحافظة البحيرة، والذي لقى ربه فى حادث أليم في أثناء سريان حظر التجوال مساء الإثنين 19 أغسطس 2013، حيث أصيب بطلق ناري من كمين أمني بمدينة "دمنهور" لدى عودته من لقاء عقده محافظ البحيرة اللواء مصطفي هدهود، مع مراسلي الصحف بالمحافظة، وكان برفقته الزميل حامد البربري مدير مكتب جريدة "الجمهورية" بالبحيرة، والذي أصيب بكسور متوسطة ناجمة عن ارتطام سيارة الفقيد بعمود إنارة. حادث مقتل ميادة لم تختلف كثيرا عن حادث مقتل أبو ضيف وبخيت وعبد الرؤوف وصلاح الدين حسن وغيرهم من الصحفيين، فجميعهم قتلوا في أثناء تغطيتهم الأحداث وأدائهم واجبهم المهني، والفاعل مجهول، ولذلك أتساءل: فإذا كان الفاعل مجهولا فدماء هؤلاء في رقبة مَن؟ لذلك طالب جميع صحفيي مصر بتوفير ضمانات للصحفيين والإعلاميين لتمكنهم من أداء عملهم في ظروف آمنة وهم يواجهون الموت بأجسادهم. كما طالبوا الحكومة المصرية بسرعة العمل على تفعيل قوانين لحماية الصحفي. كما دعوا المؤسسات الدولية والحقوقية المهتمة بحرية الإعلام في كل العالم للمساهمة بدعم الصحفيين الذين يتعرضون لأقصي درجات الانتهاكات التى تصل للقتل والخطف والاعتقال والعمل دون حماية قانونية. مصدر الخبر : البوابة نيوز