الرصاصة التي قتلت آخر شهداء الصحافة المصرية الصحفية الشابة "ميادة أشرف" إنما كانت هي الرصاصة الأخيرة في جسدها، رصاصة سبقتها في الحقيقة "رصاصات" . "رصاصة"..من المجلس الأعلي للصحافة الذي يمنح أي طالب ترخيص إصدار صحيفة طالما توفرت لديه إشتراطات الحصول علي ذلك التصريح، دون التحقق و التأكد من توفر الضمانات القانونية الموثقة لحقوق الصحفيين العاملين بها، خاصة شباب الصحفيين الذين تقوم الصحيفة علي أكتافهم . "رصاصة" ... من المجلس الأعلي للصحافة الذي جعل إصدار صحيفة في مصر فقط "بالإخطار" ... و كأن الأمر يكون "ألو .. أنا عملت صحيفة .. و الرد طيب ألف مبروك" ... !!!! "رصاصة" ... من المجلس الأعلي للصحافة الذي يحرص علي ضرورة تسديد الرسوم المالية المقررة للموافقة ... قبل أن يهتم بمعرفة تاريخ طالب الإصدار أو مهنته الأصلية أو سبب طلبه إصدار صحيفة أو مدي إرتباطه أو إنتمائه أصلاً لمهنة الصحافة ... "رصاصة" ... من المجلس الأعلي للصحافة الذي حصر دوره فقط في تعيين بعض "الموظفين" من القيادات الصحفية في مؤسسات الصحافة القومية رؤساء مجالس إدارات و رؤساء تحرير الإصدارات ... و ترك أمر الصحفيين العاملين بالصحف الخاصة تحت رحمة أصحابها الذين يملكون مقدراتها ... "رصاصة" ... من نقابة الصحفيين التي لم تمارس حقها المشروع في رقابة الصحف الصادرة و أهملت تطبيق نص المادة رقم 65 من قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970 ... و التي تنص علي عدم عمل أي شخص بمهنة الصحافة إلا إذا كان مقيداً بجداول نقابة الصحفيين ... "رصاصة" ... من نقابة الصحفيين التي لا تهتم إلا برعاية الصحفيين العاملين بالمهنة و المقيدة أسماؤهم فقط في جداول النقابة ... و فيما عدا ذلك فلا صحفي يهم ... حتي و إن كان صحفياً ميدانياً يغطي الحدث في شارع يسود الرصاص الحي جنباته ... إن منظومة إدارة الصحافة في مصر كلها تحتاج إلي ضرورة معالجتها بطريق واحد و هو "النسف" ... و إقامة منظومة جديدة تماماً يكون أساسها هو "المحافظة علي الصحفي" ... حادث مقتل الصحفية الشابة "ميادة أشرف" إنما هو "الصفعة" علي وجه الصحافة المصرية بكل مؤسساتها ... علها تفيق و تنتبه إلي شبابها ...