اجتاحت مساء أمس الثلاثاء، مياه الصرف الصحى مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل، وأغرقت المياه المدينة الصناعية والمدينة السكنية، وارتفعت المياه بالشوارع لأكثر من نصف متر، وذلك بسبب انهيار الأحواض الخاصة بمحطة صرف المدينة، ما أدى إلى تسرب المياه بكميات ضخمة ملأت شوارع المدينة السكنية وأغلقت الطريق الصحراوي الشرقى تماما وتوقفت حركة السير عليه. ... فيما اخترقت مياه الصرف الصحى جبل سنور على عدة محاور وانحدرت نحو النيل، وداهمت محطات مآخذ محطات مياه الشرب واعلنت الاجهزة التنفيذية بالمحافظة حالة الطوارىء القصوى لمواجهة الكارثة وقامت بفصل الكهرباء ومياة الشرب والشروع فى اصلاح المحطة والاحواض فورا. وأجرى المستشار مجدى البتيتى محافظ بنى سويف اتصالاُ هاتفيُا بالدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وطالبه بسرعة التحرك للسيطرة على انهيار خزانات وأحواض ومحطات الصرف. كما تم تكليف المسئولين بالمحافظة بالتعاون مع عدد من المقاولين بعمل جسر يحجز المياه بصورة سريعة عن الوصول لنهر النيل وتم توفير المعدات الثقيلة واللوادر والكراكات للسيطرة على تدفق مياه الصرف الصحى وأوضح المحافظ أنه تم تسخير كافة إمكانيات المحافظة للسيطرة على الموقف. وطمأن المحافظ الأهالى بأن الصرف الصحى لن يصل إلى نهر النيل ولن تختلط بمياهه. وأضاف البتيتي أن ما يتم حالياً عبارة عن علاج مؤقت وأنه لابد من بناء جسر بطريقة فنية ويكون صلباً حتى لا تتكرر الكارثة لأنه سبق أن انهار الجسر العام الماضى نظراً لتخزينه كميات كبيرة جداً من مياه الصرف الصحى المرتفعة عن سطح الأرض مما يعرضه للانهيار. وأفاد المحافظ أن نائب الوزير وعددا من المسئولين بوزارة الإسكان وصلوا للمحافظة لمتابعة الموقف. من ناحية أخرى، استعانت شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف بمعدات ثقيلة من القاهرة للسيطرة علي المياه التي غمرت مدينة بني سويف الجديدة بعد انهيار الأحواض الترابية الخاصة بتخزين مياه الصرف الصحي المعالجة. وأكد المهندس محمود طه رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة بنى سويف، أن انهيار محطة الصرف الصحى بشرق النيل ليست مسئولية الشركة لأن المحطة تم تسليمها إلى جهاز مدينة بنى سويف الجديدة. ... وقال رئيس الشركة :"كنت أتوقع الانهيار منذ فترة، وقمنا بإخطار رئيس الجهاز منذ شهرين لاتخاذ التدابير اللازمة ولم يستجب." من جانبه اكد المهندس محمود أبو زيد، رئيس جهاز مدينة بنى سويف الجديدة، أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اعتمد 200 مليون جنيه لتطوير محطة الصرف الصحى بشرق النيل ويجرى تطويرها وإنشاء أحواض جديدة بعيدة عن الأحواض الحالية، مشيرًا أن العمل بالمشروع سينتهى خلال العام الحالى، بتكليف مباشر من رئيس الوزراء، لافتًا إلى أن انهيار الأحواض الحالية يعود لعدم قدرتها على استيعاب المياه القادمة إليها ووجود أخطاء فنية فى تصميمها. ةأشار المهندس كمال فهمى نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن أنه تم التدخل لإصلاح الجسر المنهار بمحطة الصرف الصحى بمدينة بنى سويف الجديدة وتتم الآن أعمال شفط المياه من المناطق التى تأثرت بالأزمة. وأضاف أنه فور انهيار الجسر انتقلت معدات جهاز مدينة بنى سويف الجديدة وتم إصلاح الجزء المنهار، بالتوازى مع شفط المياه من الشوارع، مشيرا إلى أن أعمال شفط المياه تمت حتى الساعات الأولى من الصباح لمعالحة المناطق المتضررة. وكان الوضع داخل المنطقة الصناعية مأساويًا بعد ان غمرت مياه الصرف الصحى منطقة الصناعات الخفيفة داخل المنطقة الصناعية، ما ينذر بتوقف العمل وتشريد آلاف العاملين فضلا عن تلف الخرسانات والأساسات وظهور كميات كبيرة من المياه داخل أرضيات المصانع. وتبعد محطة الصرف عن تلك المصانع ما يقارب 5 كيلومترات وتستقبل مياه الصرف الصحى من المصانع والمناطق المجاورة وتقوم بصرفها فى المنطقة الجبلية المحيطة بها والتى تقع فى مستوى أعلى عن تلك المصانع لذلك تندفع المياه إلى المصانع وتغمرها مهددة بسقوط المنشآت وتوقف العمل بتلك المصانع والتى تضم 86 مصنعا للرخام وتشكيل المعادن والصناعات الكيماوية وبورسلين ومطاحن للقمح ومضرب للأرز وغيرها يعمل بها الآلاف من أبناء بنى سويف. ... وقال حامد صديق مدير منطقة بياض العرب الصناعية :" سبق وحذّرت أكثر من مرة من إنهيار محطة الصرف الصحى والآن أحذر بشدة من كارثة مفجعة بسقوط محطة كهرباء شرق النيل التى تغذى ليس فقط المنطقة الصناعية وانما منطقة شرق النيل باسرها على وشك الانفجار نتيجة غرقها فى مياة الصرف الصحى ونحن نتظر بين لحظة واخرى سقوط المحطة".