اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية -اليوم الجمعة- أن تعيين كوفي عنان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا تقليد سيكون التحدى الابرز له خلال مسيرته المهنية، وتساءلت الصحيفة عما إذا كان عنان هو الشخص الاصلح والانسب للتعامل مع الأزمة السورية أم لا، قائلة انه ليس هناك سوى بضعة دبلوماسيين على الساحة الدولية لديهم الخبرة والحنكة التي يمتلكها عنان في التعامل مع الطغاة على مستوي العالم. وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - ان عنان الذي تقلد منصب الأمين العام للامم المتحدة سابقا تولى سلسلة من المهام الحساسة على مر الاعوام ولا سيما التفاوض مع كل من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس السوداني عمر البشير اللذين يعتبران من ابرز الرؤساء الاقوياء المناهضين للغرب خلال العقود الاخيرة . واشارت الصحيفة الى ان تقليد عنان منصب المبعوث الخاص لسوريا يبدو انه سيكون التحدى الابرز له خلال مسيرته المهنية، وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الرئيس السوري بشار الاسد يبرهن على عدم تأثره بالنقد الدولي المتزايد الموجه له في محاولاته "عديمة الرحمة" الهادفة لقمع الاحتجاجات الشعبية السورية المستمرة منذ 11 شهرا المناهضة له. ولفتت الى ان عنان يمتلك سجلا حافلا ، فعلى الرغم من طريقته الدبلوماسية المعتدلة وهدوئه المعتاد في تناول الامور الا انه ، وعلى عكس المتوقع ، يحقق نتائج بناءة حين تفشل اساليب الساسة الغربيين غير السوية في ان تؤتي ثمارها. واعادت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية الى الأذهان عام 2008 حين تمكن عنان من اقناع صدام حسين باعادة استقبال مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة وذلك عقب فترة قصيرة من قيامه بطردهم في احدى نوبات غضبه ، كما قام قبل ذلك بأربعة اعوام باقناع عمر البشير بكبح جماح ميليشيات الجنجاويد التابعين له والذين نفذوا حملة من التطهير العرقي في دارفور على حد قول الصحيفة. واشارت الى انه رغم تمكنه من التعامل مع الرئيسين الا ان الامور عادت في كلا الحالتين الى ما كانت عليه ، فقد قام صدام حسين بطرد المفتشين مرة اخرى وهو ما دعا الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى شن ضربات جوية على العراق ، بينما استأنف البشير عدوانه سريعا في دارفور مما نتج عن ذلك اتهامه بارتكاب جرائم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية . واستطردت الصحيفة تقول ان المنتقدين اتهموا عنان بالسذاجة ، معتبرين ان اقتناعه بقدرته على اقناع الطغاة الاكثر عنادا ما هو الا مجازفة طائشة ، متهمين اياه بانه سمح لهؤلاء المستبدين بالتفوق عليه بالحيل من اجل كسب المزيد من الوقت فقط . واشارت الصحيفة إلى تخوف البعض من ان يتعامل الأسد بالمثل مع عنان وان يتظاهر بقبوله كمبعوث جديد بهدف اتخاذه كغطاء دبلوماسي للاستمرار في عمليات قمعه ضد المعارضة.