لم تتردد الشابة الأسترالية كاثرين إليز باتخاذ خطوات جريئة بهدف تحقيق حلمها ودخول عالم الفن، فتركت بلدها قاصدة بريطانيا ومعها مبلغ زهيد، لتجبرها الظروف على شد الرحال مجددا، ولكن هذه المرة إلى مصر من خلال تركيا حيث أقامت في ملجأ يكاد يتهاوى. واصلت الشابة الطموحة مسيرتها حتى أصبحت إحدى أشهر الممثلات في العالم.. إنها النجمة الحائزة على أكثر من جائزة "أوسكار" كيت بلانشيت. في بلاد النيل وتحديدا في عام 1990 تعرفت كاثرين على مزور نقود وجوازات سفر اسكتلندي يقطن بجوارها في الفندق المتواضع حيث كانت تعيش. وفيما يبدو كان هذا الاسكتلندي يتمتع بصلات ما في الوسط الفني، فعرض عليها العمل في فيلم كابوريا من بطولة النجم الراحل أحمد زكي، فوافقت مقابل 5 جنيهات في اليوم وساندويتشات فلافل مجانية في فترات الاستراحة أثناء التصوير. حول مشاركتها في كابوريا تؤكد الفنانة أن العمل كان مرهقا للغاية. وقالت "وكنت أجلس مع المجاميع على الأرض لمدة تزيد على 6 ساعات لإعداد مشهد واحد فقط، وسط حالة من الزحام والضجيج والأتربة، لكنني كنت سعيدة بحصولي على سندويتشات الفلافل المجانية"، وكانت آنذاك في ال 18 من عمرها. أسند مخرج الفيلم خيري بشارة إلى الفتاة الشقراء دور أمريكية تشجع أحمد هدهد، شخصية الملاكم المغمور والطموح، الحالم بتحقيق البطولات التي جسدها النجم الراحل أحمد زكي. ظهرت كاثرين في عدة لقطات قصيرة في الفيلم منها مع حسين الإمام أثناء احتفاله في حلبة الملاكمة بمباراة حيث كان يفتح زجاجة شمبانيا، فيما كانت نجمة المستقبل تمد يدها بكأسها الفارغ. لكن المشهد الذي ظهرت فيه الممثلة الواعدة في حينه أكثر وضوحا كان خلال مشاركتها في رقصة لأغنية الفيلم التي أداها أحمد زكي. حول هذا المشهد تقول كاثرين إليز أنه كان مملا جدا، "قمنا بتأدية رقصة الأغنية ثم انتهى الأمر"، مضيفة أنها كانت تشعر بالإحراج الشديد، "ولم يطعموننا الفلافل فغادرت سريعا". بعد هذه التجربة الخاطفة في السينما عادت كاثرين إلى أستراليا لكنها لم تمكث هناك طويلا، إذ كان حلمها لا يزال يراودها فاستسلمت له وتوجهت إلى الولاياتالمتحدة. في بادئ الأمر هامت على وجهها دون اتخاذ خطوات محددة، لكنها تمكنت بعد أشهر من الحصول على دور في فيلمPolice Rescue وكان ذلك في عام 1994. توالت الأدوار السينمائية سريعا ونجحت الشابة الموهوبة كيت بلانشيت بعد 3 سنوات فقط بالترشح للحصول على العديد من الجوائز المرموقة في عالم الفن السابع في أسترالياوبريطانيا وأمريكا. كما ترشحت في المرة الأولى للأوسكار في عام 1998 لتفوز بالجائزة السينمائية الأهم عن دورها في فيلم "الطيار" في عام 2004. كما رشحت بلانشيت في الأعوام التالية لأكثر من أوسكار، ربما أبرزها عام 2007 حين ورد اسمها في السباق للجائزة بفئتي أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة في فيلمي "إليزابيث .. العصر الذهبي" و"أنا لست هناك" على التوالي، علما أنها لم تحرز أي منهما. عادت كيت بلانشيت إلى قائمة الأوسكار مجددا في عام 2014 لتفوز بها مرة أخرى عن دور البطولة الذي أدته في فيلم "ياسمين أزرق".