اعتبر وزير العمل اللبناني سجعان قزي أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يقصد بكلامه عن المعادلات الخشبية ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تحديدا، وإنما قصد جميع المعادلات الخشبية التي نعيشها منذ عام 1960 حتى اليوم وتعرقل فعليا الحياة السياسية، ومنها الثلث المعطل. وقال قزى "إن قصر بعبدا بحاجة فعلا لعناية وإلتفاف ومساندة لأن هذا القصر يرمز إلى أعلى سلطة دستورية في لبنان، مشيرا إلى أن الالتفاف حول سليمان يجب أن يكون حقيقيا وليس خشبيا، ورأى أن كلام الرئيس اللبناني ينسجم مع الدستور وقسمه الدستوري ولذلك يجب أن نحترمه أكثر فأكثر لا أن نطعن بمواقفه". وأوضح أن كلام سليمان لم يعقد الاتفاق على البيان الوزاري مطلقا لأنه في الحقيقة لم يكن هناك من تسهيل حول بندي المقاومة وإعلان بعبدا لتتعقد الأمور، مضيفا "إذا عدنا إلى ملابسات تشكيل الحكومة، فقد طرحنا كقوى 14 آذار 5 مستلزمات لا شروط للمشاركة في الحكومة، وهي صيغة الثلاث ثمانات والمداورة والوزير الملك، وحق الفيتو للرئيسين سليمان وسلام والاتفاق على النقاط الجوهرية والمحورية في البيان الوزاري". وأكد قزى أن موضوع المقاومة وإعلان بعبدا لم يتم الاتفاق حولهما قبل تشكيل الحكومة، وقررنا بحث هاتين النقطتين في البيان الوزاري، ولو كانت الأمور مسهلة قبل التأليف لكنا قلنا إنها تعقدت بعده ولكن الاختلاف لازال قائما، لافتا إلى أن النقاشات في لجنة صياغة البيان الوزاري تتم بهدوء، وأن الحل لا يكون بالصياغة أو باللغة في هذا البيان. وشدد على التمسك بالمبادىء التي لا يمكن التنازل عنها، وهي مبادىء الدولة اللبنانية وليست مبادىء فريق أو طائفة أو مذهب أو تيار، مبينا أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول البيان الوزاري فإن البلاد ستكون أمام أزمة سياسية لا دستورية، تثبت الخلاف الموجود في البلد حول مفهوم دور الدولة ودور المقاومة. وتساءل لماذا ينسق حزب الله مواقفه العسكرية في مقاومته في سوريا مع الدولة السورية ومواقفه في المنطقة مع إيران، ويرفض أن يفعل ذلك مع الدولة اللبنانية التي هي أولى بالمعروف؟، وبقدر ما نحن صادقون ومؤمنون بالدولة والشرعية والدستور ورفض أي ظاهرة عسكرية خارج إطار الشرعية بقدر إيمان جمهور حزب الله بصدق ببندقية الحزب، موضحا أن تعلق هذا الجمهور بالمقاومة ليس مجرد تعلق سياسي وإنما وجودي. وتابع: "إذا لم تكن الظروف مؤاتية لمعالجة سلاح حزب الله يمكننا أن نأخذ في الاعتبار هواجس جمهور المقاومة ومخاوفه، ولكن بشرط أن يكون هذا الواقع في إطار مرجعية الدولة لأنها مستعدة اليوم للمواجهة وأن تمسك بزمام الأمور.. وإذا اتفقنا على أن الدولة أعلنت استعدادها لمواجهة أي اعتداء والجيش ترجم مشروعه المقاوم على الأرض إبتداء من الجنوب وصولا إلى البقاع لم يعد هناك من مجال لأي طرف أن يقوم بأي عمل عسكري من دون التنسيق مع الدولة". وردا على سؤال عن الغارة الإسرائيلية، اعتبر قزى أن الدولة لم تقصر بواجباتها في هذا المجال، وفي اليوم ذاته وقبل التأكد من مكان حصول الغارة، أوعز الرئيس اللبناني إلى وزير الخارجية جبران باسيل بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بانتظار معرفة كل تفاصيل الغارة لأن الدولة لم تتمكن في ظرف 24 ساعة ولا حتى حزب الله من معرفة مكان وتفاصيل الغارة نظرا لغياب الترسيم بين لبنانوسوريا، متسائلا لماذا على الجيش أن يتحمل تداعيات الرد على هذه الغارة وهو لا يعرف بعد شيئا عنها؟. وكان حزب الله قد هاجم الرئيس اللبناني بعد أن اعتبر أنه ينتقد ثلاثية المقاومة بدعوته لعدم التمسك بمعادلات خشبية، وقال الحزب، في بيان صدر عنه أمس، "إن ساكن قصر بعبدا (مقر الرئاسة) لا يعرف الفرق بين الذهب والخشب"، وذلك في إشارة إلى أن المقاومة من خشب.