قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية إنه لا بد من محاصرة الفكر التكفيري المهدد للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في مصر، موضحًا أن استمراره يعني العودة إلى ما قبل 30 يونيو العام الماضي، وأن ما يجري في الشارع من مظاهرات ليس بالحجم الذي تصوّره جماعة الإخوان المسلمين أو شريحة الإعلام التي تهدف إلى إسقاط مصر. وأوضح برهامي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الجمعة أن مصر كان يمكن أن تشهد حربًا أهلية، وأن مساندة الدول العربية ودعمها أوقف الانهيار الاقتصادي السريع الذي كانت مصر تشهده قبل 30 يونيو، مشددًا على أن الاستقرار سيسمح بتدفق الاستثمارات، وأن قلة الاستقرار يستحيل أن يحدث معها أي نمو اقتصادي. وأكد برهامي أن حزب النور لم يخن الرئيس السابق محمد مرسي، بل انطلق من منهج أهل السنة والجماعة الذي يرتكز على قاعدة "الإصلاح"، التي بنى عليها مبادراته للإصلاح التدريجي لمؤسسات الدولة وتحقيق أكبر قدر من التوافق مع القوى السياسية والشعبية وأجهزة الدولة. كما أوضح أنه عقب نجاح مرسي، رفض حزب النور المشاركة الهامشية في الوزارة التي عرضت عليه، حيث أقدمت جماعة الإخوان على الانفراد بجميع المناصب الوزارية. وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أن جماعة الإخوان والإعلام الهادف إلى بث الاضطراب في مصر يضخمون الأحداث، ضاربًا مثلاً بأحداث جامعة الأزهر التي شارك فيها ما بين 100 إلى 300 طالب، فتناولتها تلك الوسائل الإعلامية بالحديث عن عشرات الآلاف ومئات الآلاف على غير الحقيقة. وشدد برهامي على أن قواعد الحزب والدعوة السلفية رفضوا بشكل واضح الخطاب التكفيري العنيف المستخدم في فعاليات الإخوان المختلفة والفضائيات وغيرها، وطالبوا بضرورة تغيير هذا الخطاب، مؤكدين أن جماهير الناس التي تطلب احتياجاتها الأساسية والاقتصادية من بنزين وسولار وكهرباء ومياه وعمل، ليسوا "أعداء الإسلام"، كما كانت الجماعة تدعي. وتابع: مخاطر "تقسيم البلاد" ما زالت قائمة، وهذه المخططات معلنة وليست سرًا. لقد سافرت إلى النوبة منذ نحو عام، وزرت أسوان قبل الاستفتاء، أقول إنني لم أجد في المرة الأولى أي نبرة لدى أهل النوبة في الشعور بثقافة مستقلة، ولا بكيان مستقل عن مصر. أما في المرة الأخيرة، فقد وجدت إخوة من بين من أخذوا مني حوارات، ورموزًا ذات وجاهة في وسط النوبيين مرتبطة بشخصيات أخرى تتكلم عن أن النوبة شعب قبل الحضارة الفرعونية، وأن أرض النوبة من الأقصر إلى المروة في السودان، وأن النوبي ليس مصريًا ولا سودانيًا.. إذن هناك تخطيط لقيام دولة جنوب مصر، أضف إلى ذلك أن ما يحدث في سيناء يدفع بمحاولة توريط القوات المسلحة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى استياء عرب سيناء من الحكومة، بل واتخاذ مواقف حادة ضد الدولة ويتأكد هذا الخطر أيضًا إذا نظرنا إلى النبرة المتصاعدة في سيوة، والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجنوب ليبيا. كل هذه مخططات بمنتهى الوضوح تهدف إلى تقسيم البلاد، فلا بد أن نحافظ على بلادنا ومجتمعنا، ونمنع أي محاولة لهذا التقسيم الذي فشل مرات كثيرة في السابق، ولكن ما زالت المحاولات مستمرة. وعن موقف حزب النور من ترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية قال برهامي: هذا قرار مؤسسي سوف يُتخذ بعد إغلاق باب الترشح. واعتبر "برهامي" أن احتمالات نشوب حرب أهلية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي "كان احتمالا راجحا جدا"، فضلًا عن "الانهيار الاقتصادي السريع الذي أوقفته الأحداث في 30 يونيو، من خلال مساندة الدول العربية ودعمها".
وبين أن المخاطر التي تعيشها مصر الآن نابعة من نمو أفكار صدامية مع المجتمع وتكفيرية وتنفذ العنف، وإن كانت موجودة بصورة أقل من حيث الحجم والعدد في سيناء، داعيًا للعمل على محاصرة هذا الفكر قبل أن يستشري، وتابع: "استمرار العنف في الشوارع ما زال يهدد الاستقرار السياسي ويحد من النمو الاقتصادي، بما قد يعود بنا إلى ما قبل ال30 من يونيو والاقتراب من الهاوية".