مع تتابع التفجيرات الارهابية لهذا اليوم الدامي عشية ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، أبرزت وسائل الاعلام والصحف العالمية هذه التطورات وتابعت الاوضاع في مصر راصدة تداعياتها. صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية وصفت الهجوم الذي إستهدف مديرية أمن القاهرة بأنه الهجوم الأكثر أهمية على الحكومة المصرية منذ عزل الرئيس السابق "محمد مرسي"، فيما أبرزت شبكة "سي ان ان" بيان رئاسة الجمهورية تعقيباً على التفجيرات التي شهدتها محافظتي القاهرة والجيزة صباح الجمعة والذي أكد أن من قاموا بهذه التفجيرات سينالون "أشد العقاب". كما وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية تفجيرات القاهرة بأنها تمثل تصعيدا في هجمات الإرهابيين منذ عزل "مرسي" مشيرة إلى أن هذه الهجمات تقوي من يد الحكومة الحالية في حملتها المستمرة على المعارضة بإعتبارها آداة أساسية لمحاربة الإرهاب، فيما قالت صحيفة "الاندبنتنت" أن الشرطة تم استهدافها في سلسلة مدمرة من الانفجارات هذا الصباح مايشير إلى بداية دموية لذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير. أما شبكة "بي بي سي" البريطانية فقد أبرزت ردود الافعال الداخلية حيث أشارت إلى إدانة "حازم الببلاوي" رئيس الوزراء المصري لحادث التفجير الأول معتبرا إياه حادثا إجراميا ومحاولة خسيسة يائسة من قوى الإرهاب الآثمة لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح على خارطة الطريق بإقرار الدستور الجديد، وكذلك أدان حزب "غد الثورة" تفجير مديرية أمن القاهرة ومحيط دار الأوبرا المصرية بالجيزة واصفا التفجيرين ب "السلوك الإرهابي والجبان". كما طرحت شبكة "بي بي سي" قضية للمناقشة تحت عنوان" من المسؤول عن العنف في مصر منذ عزل مرسي؟". شبكة "فرانس 24" أبرزت الأضرار التي لحقت بالعديد من المقتنيات في المتحف الإسلامي حيث تضرّر ديكور المتحف وخزائن العرض إضافة إلى الواجهة الخارجية، وخلال وجوده في المتحف لمعاينة الأضرار أوضح وزير الدولة لشؤون الآثار "محمد إبراهيم" ل"فرانس برس" أن التدمير لحق بشكل كبير بالواجهة الشرقية للمتحف. المواجهة لمديرية أمن القاهرة في منطقة باب الخلق بالقرب من القاهرة القديمة، وأضاف قائلا:" إن كل الأسقف المعلقة التي كانت تشكل جزءا من ديكور المتحف وتحمل أجهزة التكيف وكاميرات المراقبة سقطت". كما تابع وزير الدولة قوله:" لقد تهشم محراب السيدة رقية المصنوع من الخشب المطعم بالعاج والذي يعود إلى العصر الفاطمي" مشيرا بأن دمارا لحق بالعديد من خزائن العرض نتيجة ضغط التفجير وأنه جاري حصر محتوياتها والقطع التي تهشمت فيها. و أشار الوزير أن المتحف دمر بالكامل ويحتاج إلى إعادة بناء من جديد متابعا أنه فور المعاينة الجنائية سيتم إخلاءه من مقتنياته الأثرية تمهيدا لتشكيل لجان من وزارة الإسكان والآثار لتقدير التلفيات وإمكانيات إعادته إلى ما كان عليه. ويقع المتحف في مبنى تاريخي شيد عام 1903 كدار للكتب المصرية قبل أن يتحول في 1952 إلى أكبر متحف إسلامي يضم الآلاف من القطع الأثرية الإسلامية من مختلف بقاع العالم الإسلامي.