لاشك أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء يعيش أياما عصيبة، ليس فقط بسبب التحديات الداخلية والخارجية ومواجهة الإرهاب ولكن أيضا لأنه يقف موقفا وجوديا لا مثيل له يصعب فيه إتخاذ قرار وهو موقف يشبه موقف هاملت أمير الدانمارك فى مسرحية شكسبير الخالدة (أكون رئيسا اولا أكون تلك هى المسألة!) أكون رئيسا أم وزيرا للدفاع تلك هى المعضلة ؟ ..عبرت رؤى وأحلام الفريق السيسى المتسربة عن هذا الصراع النفسى الذى يعيشه الفريق السيسى فى حسم قراره بالترشح للرئاسة ..هاملت طاردته الأحلام وروح والده مطالبه بالإنتقام ممن قتله وأغتصب عرشه ..وقال هاملت جملته الشهيرة لقد أصابت العالم اللعنة وكتب على عبء إصلاحه ! اللعنة أصابت الحياة السياسية المصرية والشعب يطلب القصاص ممن قتل شهداءه والمسئولية الملقاة رهيبة حقا !!!... هاملت قتل والده غدرا وتزوجت الملكة أمه من قاتله عمه الذى أغتصب عرشا ليس له فأفسد فى الأرض ..ربما يرى البعض أوجه شبه فجمال عبد الناصر قيل أنه مات مسموما ليرث عرشه من أنقلب على سياساته ثم جاء مبارك ليفسد فى الأرض !..هاملت يتمتع بمثالية ونقاء كبيرين ..الفريق السيسى يتأثر بآيات القرأن الكريم ويبكى من خشية الله ويحنو على شعب يدرك أنه تألم وعانى كثيرا ..وهو أيضا يمتلك نفس النبل والنقاء والإحساس بالآخر وكراهية الخيانة.. الخيانة فى هاملت تنحصر فى قتل الملك وإغتصاب عرشه.. والخيانة التى قاومها وواجهها السيسى هى خيانة الوطن من عصابة الإخوان ومحاولة تدمير الجيش المصرى بالتحالف مع أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر.. تصدى السيسى فى البداية عندما كان مديرا للمخابرات لمشروع التوريث وقرر قادة المجلس العسكرى عدم التدخل ضد الشعب أذا ثار ضد جمال مبارك.. وهذا ما حدث بالفعل عند تنحية مبارك! ثم كان إنحيازه الأكبر للشعب فى 30 يونيو دفاعا عن الدولة وعن كيان مصر وعن شعبها وجيشها وشرطتها. فى هاملت نبوءات وأرواح تظهر فروح والد هاملت كشفت له المستور من خيانة عمه الذى قتل أخاه! وفى قصة أمير القلوب الفريق السيسى يلتف الشعب حوله ويرى رؤى تؤكد انه سيكون رئيسا لمصر.. هذا ما رأه هو ولكن الرؤى تتوالى فيرى شيخا عربيا رؤية مطابقة ... أوضحت والدة الشهيد محمد الجندى فى فى أكتوبر الماضى أنها حلمت بشخص بعد موت ابنها وذهبت إليه لتقديم مظلمة كادت تقع فأخذ بيدها وطمأنها أن حق أبنها لن يضيع، مؤكدة أنها عندما رأت الفريق السيسى فى بداية توليه وزارة الدفاع يخطب بين جنوده قالت لإبنتها: إن هذا هو الرجل الذى رأته فى المنام، وأنه هو الفارس الذى سينهض بمصر. الرؤى راسخة فى الفكر الإسلامى يهبها الله لعباده الصالحين.. وعندما تأتى من والدة شهيد كمحمد الجندى تكتسب أبعادا أكثر مصداقية.. فمن قصص أمهات الشهداء عرفت أن إحداهن إستيقظت فزعة وكان تحلم أن ابنها قد أطلق عليه الرصاص بالقرب من ميدان التحرير وكان ما رأته فى منامها صحيحا تماما!.. بالنسبة لى أيضا المقاربة بين هاملت والفريق السيسى تبدو صادقة لماذا؟ لأن هاملت والدنمراك وقتها كانت محاصرة بالخيانات والمؤامرات والإنقسامات التى تهدد كيان المملكة ووجودها وكذلك مصر. هاملت أمير نبيل مثالى يعرف الحق ويدافع عنه ويرفض التلوث والفساد ويبحث عن النقاء الكامل حتى فى الحب ..والفريق السيسى برهن على نبل مواقفه وتواضعه وشهامته وإخلاصه لوطنه ولشعبه ولجيش مصر العظيم.. وأخيرا تردد هاملت الوجودى ..يقابله تردد الفريق السيسى فى قبول منصب رئاسة الجمهورية ...فالرجل يعشق بدلته العسكرية وإنتماءه للجيش والمسئولية الملقاة على عاتقه تنوء بها الجبال ! والأحلام والأمال التى يعلقها الشعب عليه فى تحقيق طموحاته كبيرة والتحدى مريع.. والتربص الدولى قائم ومستمر.. فأصبح سؤال هاملت (أكون أو لا أكون تلك هى المسألة؟) هو سؤال الفريق أول عبدالفتاح السيسى ..أكون رئيسا أم وزيرا للدفاع تلك هى المعضلة؟ أن منصب رئاسة الجمهورية وفقا لتقاليدنا الإسلامية سعى إلى الرجل ولم يسع هو إليه وهى أحد الشروط الأساسية فى الثقافة الإسلامية ( لا يولى طالب الولاية ؟) وهو شرط ليس متوافرا لدى أى مرشح أخر.. ولكن الفريق أول السيسى خطا خطوة كبيرة ليخرج من الحيرة الكبرى؟ فقد طلب رأى الشعب والجيش وتفويضهما ...هذا زعيم يعرف كيف يصل للجماهير ويتواصل معها ويشركها حتى فى قلقه وحيرته وأدق وأهم قرارته . أتوقع كما تنبأت والدة الشهيد محمد الجندى رحمه الله أن يترشح الفريق السيسى وسيتم إنتخابه بنسبه ربما تكون غير مسبوقة .. كما أتفق مع رأى يرى أن يكون برنامج الفريق السيسى للترشح للإنتخابات هو نفسه ما تضمنته بنود دستور الثورة 2013 حتى لا يتفكك هذا الإجماع الشعبى العظيم عليه . سأرشح الفريق السيسى لتحقيق بنود الدستور ولإنجاز أهداف الثورة ولإقتلاع الإرهاب وإعادة حقوق الشهداء ...بإختيار الفريق السيسى سيكون السؤال لشعب مصر كله (نكون أو لا نكون تلك هى القضية .) خبير إعلامى [email protected]