كتب "جيمي ديتمر" أن الإدارة الأمريكية أبلغت مجموعات تقدم مساعدات أنها تخطط لخفض ميزانية "ترويج الديمقراطية" ودعم الانتخابات لبلاد "الربيع العربي" بما في ذلك مصر، "وهو ما يرى نشطاء أمريكيون أنه يعكس خشية الإدارة الأمريكية من استعداء حكومات هذه البلاد. وفي مقاله على موقع "الديلي بيست-النيووزويك"، قال الكاتب إن هذا القرار أثار قلقا لدى نشطاء يقولون إن الخفض على الأرجح سيكون حادا وإن البيت الأبيض يبدو يائسا بشأن قضية الديمقراطية في المنطقة. وأشار الكاتب إلى إخطار الإدارة الأمريكية للمنظمات غير الهادفة للربح الممولة من وكالة التنمية الدولية الأمريكية، بأنه لا توجد مخصصات لتمويل برامج الديمقراطية بالنسبة للعراق، وبالنسبة لمصر ستتبنى الإدارة موقف (لننتظر ونرى)، إلى ما بعد انتهاء الاستفتاء المزمع على الدستور في 15 يناير. وقال الكاتب إن إجمالي المساعدات الخارجية التي طلبتها إدارة أوباما لتقديمها للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام المالي 2014 تبلغ 7.36 مليار دولار بانخفاض قيمته 9% عن العام المالي السابق، وإن 298.3 مليون دولار منها مخصصة لبرامج دعم الديمقراطية والحوكمة، بانخفاض يبلغ 160.3 مليون دولار عن عام 2013. ويشير إلى خطاب أخير للرئيس أوباما ألقاه في سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عدد فيه المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مقدما تدفق النفط ومواجهة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل على دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويشير إلى أن أوباما خلال ذلك الخطاب لم يشر بوضوح إلى قضية حقوق الإنسان، ويقول "إن ذلك على الرغم من استخدام قوات الأمن المصرية العنف لفض الاحتجاجات على عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في التاريخ المصري". ويقول إنه على الرغم من تخفيض المساعدات بشكل عام، ومساعدات دعم الديمقراطية بنسبة أكبر، إلا أن المساعدات المكرسة لبرامج المساعدات الأمنية للشرق الأوسط تم زيادتها من من 69% إلى 80%. وينقل الكاتب عن "توماس كاروثر" –الذي يصفه بأنه مرجع بارز في شؤون دعم الديمقراطية الدولية- قوله إن "هذا التخفيض يعكس كيف أن الربيع العربي تحول إلى سلسة من الأوجاع الأمنية بالنسبة للإدارة، ولم تنجح الإدارة الأمريكية في التعامل مع التحدي بأن تصبح راعيا ذي مصداقية للديمقراطية في المنطقة". ويقول الكاتب إن مسؤولين بالخارجية الأمريكية أبلغوا الجماعات الداعية للديمقراطية بأن الأخيرة تنظر للديمقراطية نظرة محدودة للغاية، لافتين إلى أن "برامج تمكين المرأة وإتاحة الفرص الاقتصادية كلها تصب في الصورة الأشمل للديمقراطية". وينقل عن نشطاء رأيهم بأن خفض مساعدات دعم الديمقراطية للمنطقة يعكس خشية الإدارة الأمريكية من استعداء حكوماتها، وأنه مع تصدع بناء الديمقراطية فيها، تبدو إدارة أوباما حريصة على حماية نفسها من وجود أي مسؤولية لها عن فشل الربيع العربي.