كادت مغنية أمريكية بلا جذور عربية تفوز بجائزة برنامج المسابقات التلفزيوني "أرابز جوتتالنت" للمواهب العربية أمس السبت حيث وصلت الى الجزء الأخير بالمرحلة النهائية للمسابقة إلى جانب رسام فلسطيني وفرقة رقص سورية. وعلى الرغم من أن جنيفر جراوت (23 عاما) وهي أمريكية من ولاية ماساتشوشتس لم تفز بالمسابقة في المرحلة النهائية فقد أدهش أداؤها للأغاني العربية القديمة الجمهور لاسيما وهي لا تعرف إلا قليلا من العربية. وتنافست جنيفر جراوت في عروض المرحلة النهائية للموسم الثالث من المسابقة مع مجموعة من المتسابقين بينهم موهوبون في مهارات وفنون مختلفة من المغرب والكويت ومصر ولبنان وغيرها. وأطربت جنيفر الحضور الليلة الماضية بأدائها أغنية "وحشتني" للفنانة اللبنانية المصرية سعاد محمد. وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بصوت جنيفر وتحمسها للموسيقى العربية التقليدية غير المعروفة نسبيا في أغلبها خارج منطقة الشرق الأوسط. وتقيم جنيفر جراوت في المغرب وقال منظمو المسابقة ان الاشتراك في المسابقة لا يشترط ان يكون المتسابق عربيا. وقال ممثل الكوميديا السعودي وعضو لجنة التحكيم ناصر القصيبي انه يرى ان جنيفر ظاهرة يجب الاحتفال بها. ولأن الأغنية باللهجة المصرية التي تنطق حرف الجيم مثل حرف جي اللاتيني فقد داعب الممثل المصري أحمد حلمي جنيفر قائلا إن اسمها يجب من الان فصاعدا أن ينطق بهذه الطريقة. وتفضل جنيفر أغاني أم كلثوم التي ما زالت رغم مرور عشرات السنين على رحيلها تتمتع بمكانة شبه أسطورية في العالم العربي. وكان مع جنيفر في التصفية النهائية الفنان الفلسطيني محمد الديري الذي صفق له الجمهور طويلا عندما رسم بسرعة كبيرة صورة لوجه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالحرق على لوحة بيضاء ضخمة مستخدما شعلتي غاز وفرقة سما السورية للرقص. وفازت فرقة سما في النهاية بلقب المسابقة بعرضها للرقص التعبيري الذي عبر عن موضوعات مثل السلطة والصراع. وبدأ عرض سما بمجموعة من الراقصين يرتدون ملابس سوداء وبيضاء يتقاتلون على كرسي العرش وهو مشهد تعبيري يمكن ان يرى على انه يرمز للصراع السوري الذي قتل فيه ما يزيد على 100 ألف شخص. وقالت الراقصة لانا فهمي ان الفرقة ارادت ان تقدم في التصفية النهائية شيئا له علاقة بالواقع الذي يعيشه السوريون وتقديمه كما هو بوحشيته وعنفه. واضافت انها ترى ان العرض يعكس الواقع لكنه في بعض الأحيان يعطي أملا.