يعقد وزراء خارجية الدول الأفارقة المشاركون فى قمة "الإليزيه" حول الأمن والسلام فى القارة، اجتماعا غدا /الخميس/ بباريس برئاسة وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس. يأتى الاجتماع فى إطار الأعمال التحضيرية للقمة المقررة يومى الجمعة والسبت المقبلين بالعاصمة الفرنسية. من المقرر أن تنطلق أعمال القمة التى يترأسها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ، بعد غد /الجمعة/ حيث يلقى كلمة الافتتاح ، كما يلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ، ورئيس وزراء إثيوبيا رئيس الاتحاد الأفريقى هايلي مريام ديسالجين ، ورئيس المجلس الأوروبى هيرمان فان رومبوى ، ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل بروزو ، كلمات خلال الجلسة الافتتاحية. قالت مصادر مطلعة بالإليزيه اليوم /الأربعاء/ إنه من المقرر أن يشارك فى أعمال القمة 27 رئيس دولة و12 رئيس وزراء بالاضافة إلى أربع عشرة دولة ممثلة على مستوى وزارى أو ممثلين عن الوزراء ، فضلا عن رؤساء عدد من المنظمات الدولية والإقليمية. ومن المقرر أن يترأس الوفد المصرى السفير حمدى لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية. أوضحت المصادر – خلال لقاء مع الصحفيين المعتمدين لتغطية فعاليات القمة– أنه من المقرر أن يحضر أعمال القمة - التى تعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند - كل من الأمين العام للأمم المتحدة ، رئيس المجلس الأوروبى ، رئيس المفوضية الأوروبية ، رئيس المفوضية الأفريقية نيكوسازنا دالمينا زوما ، بالاضافة إلى أنطوانيت صايح مديرة إدارة إفريقيا بصندوق النقد الدولى ومختار ديوب نائب المسئول عن إدارة افريقيا بالبنك الدولى. وتنطلق أعمال القمة بعد ظهر الجمعة بجلسة إفتتاحية تتبعها جلسات عمل مغلقة على غرار قمة "مجموعة العشرين" . وتعقد جلسة العمل الأولى فى ذات اليوم (الجمعة) بعنوان "السلام والأمن فى إفريقيا" وتتركز على المبادرات الأفريقية لإحلال السلام والأمن فى ربوع القارة وسبل مساهمة باريس فى ذلك سواء على المستوى الثنائى أو الجماعى. وتناقش جلسة العمل الأولى القضايا المتعلقة بالأمن فى القارة الأفريقية وخاصة مواجهة الإرهاب والقرصنة البحرية وتأمين الحدود ، فضلا عن تشكيل قوة أفريقية للتدخل السريع وكيفية مساهمة فرنسا فى هذا الصدد. أما الجلسة الثانية المقررة يوم السبت القادم ، فتعقد تحت عنوان "الشراكة الاقتصادية والتنمية" حيث سيتم بحث سبل تعزيز التنمية الاقتصادية والشراكة فى هذا المجال بين فرنسا والبلدان الأفريقية ، لاسيما وأن التنمية والنمو فى أفريقيا باتت ضرورية من أجل ضمان إستقرار الدول فى القارة. وتدور المناقشات حول تقييم سياسات التضامن وسبل تسهيل سفر وتنقل الفاعلين الاقتصاديين بين أوروبا وأفريقيا .. فضلا عن الدور الهام الذى يمكن أن يقوم به التعليم العالى والتدريب المهنى وفتح الشراكات بين الجامعات فى هذا الاطار. وتؤكد المصادر السياسية الفرنسية أن الابتكار يعد أساسىيا من أجل مواجهة التحديات التى تحول دون تحقيق التنمية المستدامة .. مضيفة أن الجلسة الأخيرة للقمة ستخصص للتغيرات المناخية وذلك فى سياق المؤتمر الدولى حول التغيرات المناخية الذى ستستضيفه فرنسا فى عام 2015 والذى يتطلب تنسيق الأهداف المشتركة. وتعقد إجتماعات عدة على هامش أعمال القمة الفرنسية - الأفريقية فى إطار الأعمال التحضيرية للقمة ، حيث بدأ اليوم /الأربعاء/ مؤتمر برئاسة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي مع "الشركات" الأفريقية بمشاركة 500 من ممثلى الشركات الفرنسية والأفريقية ومدراء من المؤسسات المالية وممثلين عن المنظمات الأفريقية. ويعقد الاجتماع الثانى غدا /الخميس/ حيث يناقش موضوع "الابتكار" والاجتماع الاخير يرمى إلى بحث مكافحة "تهريب الأفيال" ويعقد برئاسة وزير البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسى فيليب مارتان. وبمبادرة من سيدة فرنسا الأولى فاليرى تريرفيلر ، يعقد بباريس مؤتمر ضد العنف الجنسى بحق المرأة فى مناطق النزاع بعد غد /الجمعة/ وذلك بالتوازى مع قمة الإليزيه حول الأمن والسلام فى أفريقيا ، بهدف رفع وتعزيز الوعي بظاهرة العنف الجنسى ضد المرأة فى مناطق النزاعات خاصة فى إفريقيا ، ودعوة البلدان إلى العمل على ضمان مقاضاة الجناة ومعاقبتهم، حيث بات الإغتصاب بمثابة "سلاح حرب" في أجزاء عدة من العالم ، إذ عرفت المحكمة الجنائية الدولية هذه الأفعال بأنها جرائم حرب ، وجرائم ضد الإنسانية ، كما تأتى من بين عناصر الإبادة الجماعية. ومن المقرر أن تشارك فى أعمال المؤتمر السيدات الأول من 30 دولة بالاضافة إلى زينب بنجورا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بقضية العنف الجنسى فى مناطق النزاعات. وفرضت تطورات الوضع فى جمهورية أفريقيا الوسطى ، نفسها على أعمال قمة الاليزيه بباريس ، حيث أعلن عن تنظيم قمة مصغرة حول الوضع الحالى فى أفريقيا الوسطى بعد عصر السبت القادم فى ختام قمة الأمن والسلام فى القارة الافريقية وذلك برئاسة الرئيس الفرنسي. ويشارك فى القمة المصغرة كل من زعماء دول جوار جمهورية أفريقيا الوسطى بالاضافة إلى ممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ، بهدف مناقشة سبل تنفيذ القرار الأممى المرتقب بشأن إفريقيا الوسطى والمتوقع صدوره هذا الاسبوع من جانب مجلس الأمن الدولى .. حيث تعتزم باريس نشر ، بعد مصادقة مجلس الأمن على مشروع قرار، ألف جندي في افريقيا الوسطى لفترة قصيرة تناهز ستة أشهر، من اجل تعزيز القوات الدولية لدعم هذا البلد (ميسكا) في ارساء الأمن بحسب ما جاء على لسان وزير الدفاع جون إيف لودريان. ويشارك فى تغطية أعمال قمة الإليزيه ما يقرب من 700 صحفى وإعلامى خصص لهم مركزا صحفيا بقصر مارينى بالقرب من الاليزيه. وقالت مصادر بالرئاسة الفرنسية انه تم عقد القمة والأعمال التحضيرية بالعاصمة لتقليص النفقات حيث تعقد كافة الفعاليات ما بين قصر الاليزيه ، ومركز المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية بالدائرة الخامسة عشرة بالعاصمة. ويذكر أن قمة "الاليزيه" حول الأمن والسلام فى إفريقيا هى الأولى التى تعقد فى عهد الرئيس الحالى فرانسوا أولاند، بعد تغيير نهجها وإسمها السابق "فرانس-أفريك" التى عقدت الأخيرة فى عام 2010 بنيس فى عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزى .. تختتم القمة أعمالها بجلسة ختامية يعقبها مؤتمر صحفى مشترك للإعلان عما توصلت إليه ، ويشارك به كل من الرئيس الفرنسى ورئيس وزراء إثيوبيا ، بان كى مون ، فان رومبوى ، ورئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى .