ماسبيرو الأن خليط من بقايا قيادات الحزب الوطنى وبقايا إخوانية وقيادات تنتمى لنفسها ولمصالحها ! والسبب أن آلية اختيار القيادات زمن مبارك اعتمدت على تقارير الأمن والولاء للنظام وأن تكون القيادة جاهلة ومطيعة ..هذه فلسفة اعتمدتها عصابة مبارك فى اختيار القيادات فى كل مؤسسات الدولة ....ثم أتى الإخوان فكانوا أكثر جهلا من توأمهم السياسى (نظام مبارك ) ! والكارثة أن ماسبيرو استمر بعد ثورتين على نفس النهج ..ولن يتحرر من قبضة السلطة والفكر الأمنى الإ باختيار هيئة مستقلة من أعضاء مجلس الشعب تدير أموره وتطور إمكاناته وتراقب ميزانياته . الشاشة فقيرة والديكورات متهالكة والتقارير غائبة والمادة التحريرية موجهه والمهنية والموضوعية غائبة والمجاملات واضحة فى إداء واختيار كثير من الإعلاميين !..والضيوف باهتين فى معظم البرامج..كل هذا التردى فى المستوى يقابله مليارات تصرف من جيوب الشعب دافعى الضرائب فى ميزانيات برامج وفى رواتب مبالغ فيها لقيادات آمنة وأمنية ...وفى مناصب وهمية مضحكة مثل منصب مستشار(أ) ومستشار( ب ) ! ولا أعرف ما الفرق بين (أ) و بين (ب ) حقيقة !...ولماذا لا يضاف مستشار (ج) و(د) مثلا !وأين هم ؟وما الذى يقدمونه للتليفزيون من استشارات سوداء أودت بالتليفزيون المصرى إلى هذا القاع البائس ! لدينا عدد لا بأس به من نواب رؤوساء القطاعات ولا نعرف أيضا ما هو الدور الذى يقومون به ؟ حيث أن توقيعاتهم على الأوراق الرسمية لا يعتد بها ! ويحصلون على رواتب تتجاوز ال 25 ألف جنية مع صرف سيارات ومكاتب مجهزة ومكيفة وأجهزة كومبيوتر نشك أن أغلبهم يجيد استخدامها ! ولدينا مناصب أكثر وهمية وإضحاكا مثل ( مسئول الجودة ) بقطاع كذا ! والجودة هنا تختلف عن نوع الجبنة الشهيرة ! ولدينا مناصب رئيس التحرير ومدير التحرير والمشرف العام على برنامج كذا ! ولدينا منصب منسق عام الإعداد لبرنامج كذا ! ومنسق عام الإخراج لبرنامج كذا ! والمشرف العام على برنامج كذا ! ثم المشرف العام على الإعداد فى القناة والمشرف العام على الإخراج فى القناة ككل !!! لدينا عبث وإهدار مال عام لا مثيل له ! والمحصلة شاشة بائسة باهتة وإعلام يفتقد للمصداقية والمهنية والموضوعية ولدينا ديون تجاوزت ال 26 مليار جنية ..أغلبها أجور لقيادات ماسبيرو المرضى عنها أمنيا وسلطويا !. ماسبيرو والصحافة القومية يعانيان نفس الأمراض..رغم أنهما يملكان الأمكانات الهائلة لتحقيق المعادلة المفتقدة لإعلام مهنى وموضوعى فوسائل الإعلام الخاصة المصرية والعربية والدولية تابعة لرأس المال الخاص ولإجندات سياسة خاصة . لابد أن ينتهى زمن الإعلامى الأمنى والقيادات الأمنية والآمنة ومذيعو الهواء الآمن ومخبرى مباحث أمن الدولة والأمن الوطنى المستترين بغطاء العمل الإعلامى !..............الإعلامى ليس متهما ولا مجرما ولا جاسوسا ولا تابعا لسلطة ..هو تابع لضميره المهنى ومصالح جموع الشعب المقررة من مجلس شعب منتخب . تقوم لجنة اختيار قيادات ماسبيرو بعد الثورة بإجراء مقابلات مع المتقدمين للوظائف القيادية ! وهو إجراء يظل تمويهيا طالما كان الإختيار يعتمد على تقارير الأمن ! هذه اللجنة نفسها لا بد أن تختار من إعلاميين من خارج ماسبيرو أو أن تضم فى تشكيلها إعلاميين مستقلين وعليها أن تعلن بمنشور رسمى يوزع على جميع الإدارات وعلى الصحافة المعايير التى تم على أساسها اختيار إعلامى أو استبعاد غيره من تولى وظيفة قيادية . أن تحرير الشعب المصرى وتحقيق أهداف ثورته يتحقق بتحرير الإعلام المصرى الذى يتحرر بإلغاء وزارة الإعلام وإسناد الأمر إلى هيئة إعلامية متخصصة من أعضاء مجلس الشعب تكون هى مجلس أمناء الشعب على اتحاد الإذاعة والتليفزيون .
أمواج الثورة لم تصل بعد لماسبيرو ..ولكن الموجة القادمة من الثورة ستتوجه رأسا لتحرير الإعلام المصرى لتطهيره من بقايا نظام مبارك والإخوان المتمترسان بماسبيرو واللذان يجاهدان لإعادة المجتمع للخلف ! الثورة مستمرة والمجد لشهداء الشعب المصرى . خبير إعلامى [email protected]