تسأل العاملة الهندية مادو ماكوان أحد الأشخاص لمساعدتها بترجمة بطاقة باللغة الإنجليزية تلقتها من عائلة كندية، حملت طفلها في رحمها لفترة تسعة أشهر. جاء في الرسالة: "من دون مساعدتك والتضحية التي قدمتها، لما كنا تمكنا من أن نصبح عائلة. أرجو أن تتأكدي من أننا سنخبره (الطفل) عنك، وكم تعنين بالنسبة إلينا، لن ننساك.. أنت دائما في قلبنا." أنجبت ماكوان الطفل منذ أسبوعين، إذ قالت: "طبعاً أشعر بحالة سيئة، حملت الطفل لفترة تسعة أشهر، لكن العائلة تحتاج الى طفل، وأنا أحتاج إلى مال." يعتبر تأجير الأرحام في الهند سوقاً مزدهراً، وذلك بفضل انخفاض كلفة الإجراء، وتوفير الأرحام في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وحقيقة أن الهند هي واحدة من البلدان القليلة في العالم التي تسمح بتأجير الأرحام. في أحد الفنادق في أناند، وهي مدينة صغيرة تعرف باسم "عاصمة الحليب" في الهند في ولاية غوجارات في أقصى غرب البلاد، تعيش 50 أم بديلة، إذ تحصل كل واحدة منهن على 8 آلاف دولار لحمل طفل في رحمها. قالت الأم البديلة الهندية مانجولا: "هذا يعتبر الكثير من المال بالنسبة إلينا". وتجدر الإشارة، إلى أن هذه هي المرة الثانية، التي تؤجر فيها مانجولا التي تبلغ من العمر 30 عاما، رحمها لإنجاب طفلين بسبب حاجتها إلى المال، فضلا عن أنها أم لصبي، وابنتان. قبل أن تبدأ ما نجولا بتأجير رحمها، كان معاشها هي وزوجها لا يتعدى مبلغ الدولارين في اليوم بسبب العمل في الحقول. وقالت مانجولا "في المرة الأولى التي حملت فيها قمت بتأسيس منزل لعائلتي، وفي المرة الثانية، سأصرف المال على تعليم ابنتي وتزويجهما." وقد تمكن عدد من الأطباء المهرة بجعل الهند المكان الأمثل للأزواج الذين يسعون إلى طلب مساعدة أمهات بديلات لحمل أطفالهم نيابة عنهم. في الفندق المذكور أعلاه، تقدم الدكتورة نايانا باتيل العناية بالأمهات البديلات منذ العام 2003، وذلك في الوقت ذاته التي قامت فيه جدة بحمل بطفلين توأمين لإعطائهما لإبنتها. قالت باتيل "هكذا بدأت عملي بتأجير الأرحام، لأن ليس جميع الأشخاص محظوظين بأن يكون لديهم أم، أو أخت، أو صديق لحمل أطفالهم." وتمكنت باتيل من إنجاب حوالي 700 طفل، من خلال الأمهات البديلات ل 580 ثنائي، منذ العام 2004. يذكر أن الهند اتخذت خطوات لتنظيم هذه الصناعة، والتي تعتبر محظورة على الزوجين من نفس الجنس، والأم الوحيدة. يصف النقاد عيادات تأجير الأرحام في الهند بمراكز صناعة الأطفال. وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة ومدير مركز الأبحاث الاجتماعية في نيودلهي رانجانا كوماري إن الأمر "يعتبر بمثابة استغلال مادي للأمهات البديلات." من جهتهن، عبرت الأمهات البديلات عن أن السكان المحليين ينظرون إليهن بدونية، وقالت إحداهن إن "الناس في القرية يعتقدون أن هذا الأمر قذر. ولكن، بالنسبة إلينا هذا أمر جيد."