أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح " الدكتور نبيل شعث " عن تفاؤله بحدوث اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية؛ بتجاوب من كافة الفصائل والقوى، في مقدمتها حركة حماس، التي توافقت جميعها على إتمام هذا الملف. وأضاف شعث أن زيارته لقطاع غزة ساهمت في خلق مناخ الوحدة وتحريك كل الدوافع الإيجابية إلى التوحد الفلسطيني، مضيفًا أنه أمر مهم لمواجهة الاحتلال، لذلك علينا إنجاح ذلك وإنهاء التفكير المتشائم. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح - في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة - إن زيارته للقطاع خلقت حراكًا إيجابيًا حول ضرورة إتمام المصالحة والوحدة الفلسطينية بين كافة الأطياف والقوى السياسية. وعن نتائج لقائه مع القيادي البارز في حركة حماس " الدكتور محمود الزهار " قال شعث إنه لمس منه تجاوبًا كبيرًا مثل باقي قادة الفصائل، مشيرًا إلى أن الدكتور الزهار قال له " أخدنا قرارًا وسنلتزم به ". و تابع: " مقابلتي مع الزهار أقنعتني أن حماس باتت مؤمنة بالانتخابات الآن، لأنه كان في فترة سابقة نرى أنهم يريدون تأجيل الانتخابات، والموقف الآن تغير؛ فحركة حماس تريد الوحدة؛ فمن يريد الانتخابات يسعى إلى الوحدة، كما أن حركة الجهاد تريد تطبيق المصالحة، وتلعب دورًا إيجابيًا فيها ". و حول لجان المصالحة التي تباشر عملها حاليًا في الضفة والقطاع، قال: " إن لقاء القاهرة بين الفصائل أدى لنتائج إيجابية في ملف المصالحة، وتم تشكيل آليات لتنفيذها، مثل لجنة المصالحة، ولجنة الانتخابات، ورغم أنها تبدو بطيئة في عملها لكن كلها مؤشرات تؤكد حدوث اختراق حقيقي لملف المصالحة "، مضيفًا: " إنني سعيت أن أعطي قناعة عامة لمن التقيته في قطاع غزة؛ لخلق هذه الحالة الإيجابية ". وعن تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة المقررة في يناير؛ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: " أنا لم آتِ لغزة للتفاوض على تشكيل الحكومة؛ فمن الممكن أن نشكل حكومة بعد الانتخابات حسب نتائجها، أنا قدمت لغزة لأقول للناس ثقوا أن هناك وحدة قادمة، وعليكم أن تلعبوا دورًا لدعمها "، وطالب لجان تنفيذ المصالحة بالمضي قدمًا في تنفيذ عملها لإقناع الجمهور وكسب ثقته؛ لأن ذلك في منتهى الأهمية. وحول طرح مشروع المقاومة الشعبية بديلاً عن المقاومة المسلحة؛ أوضح شعث أنه قال خلال لقاءاته بغزة " لو ترغبون في إنهاء الحصار على القطاع لابد من الاتفاق على برنامج الرئيس " أبو مازن " الذي طرحه، والذي يدعو للمقاومة السلمية، والدولة الفلسطينية في الضفة وغزة على حدود 67 وعاصمتها القدس. وردًا على رفض حماس لخيار المقاومة الشعبية وتمسكها بالمقاومة المسلحة؛ قال: " حركة حماس كانت منقسمة حول هذا الموضوع، لكن في زيارة الخرطوم الأخيرة للحركة - زيارة مشعل وهنية - اتفقوا خلالها على ذلك "، مشيرًا إلى أن خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي للحركة - تحدث عن النضال الشعبي في القاهرة باستفاضة، وذهبت حماس للخرطوم للاتفاق على ذلك، حسب قوله. ونبه شعث إلى أن اعتماد المقاومة الشعبية لا يعنى التخلي عن الكفاح المسلح، وطالما أن الاحتلال بالحديد والنار ليس بالإقناع أو الاتفاق؛ فالقانون الدولي والأخلاقي يعطي الحق بالمقاومة المسلحة، لكن " نكتفي بمقاومة العسكر فقط وليس المدنيين "، لافتًا إلى أن أي استخدام للكفاح المسلح سيكلف أكثر بكثير مما يقدم من نتائج، معربًا عن اعتقاده بأن هذ القرار هو الذي وصلت له حماس. وأشار إلى أنه لم يطلب أحد من حركة حماس التخلي عن خيار المقاومة المسلحة فهو حقها، وأن الرئيس أبو مازن قال في تصريح له إن كل الخيارات مفتوحة. وعن استراتيجية حركة فتح في المقاومة؛ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح " الدكتور نبيل شعث ": " لدينا داخل حركة فتح استراتيجية ترفض الكفاح المسلح والمفاوضات العبثية في الوقت نفسه، فنحن نريد مفاوضات بشرط وقف الاستيطان وتهويد القدسوحصارغزة، والاعتراف بحدود 67 ". وأكد شعث أن الوقت الآن للمقاومة الشعبية، إضافة إلى الحراك الدولي، بالتوازي مع خط إتمام الوحدة الوطنية، وبناء مؤسسات الوطن، مضيفًا أن الحراك الدولي الأخير أثمر عن نتائج غير مسبوقة من سنة 74، وآخر تصويت لصالح فلسطين كان 182 صوت من 193، وهو ما زاد من عزلة إسرائيل. وعن تقييمه لحركة فتح في غزة وأهم مشاكلها؛ قال: " فتح تحتاج لتطوير كبير، وحماس أهم المشاكل التي تواجهها "، موضحًا أنه " يوم انطلاقة فتح رقم 47 قامت حركة حماس بعمليات استدعاء لأعضاء منها، وتحدثت مع القيادي الزهار في هذا الأمر وأجاب بالقول إننا لا نريد أن تحدث مظاهرات قد ينتج عنها اشتباكات ومن الممكن قتلى، وهذا وقت المصالحة "، مضيفًا أن هناك وعودًا لحل ملف الاعتقالات، والاستدعاءات، وجوازات السفر، واللجان المشكلة لتطبيق المصالحة ستحل كل شيء؛ لأن الأطراف مستعدة لذلك. و تابع أن الصعب هو تشكيل الحكومة، لكن الأصعب بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية منتخبة هو توحيد أجهزة الأمن والقضاء، ودفع التعويضات لضحايا الانقسام الداخلي. و عن رفض حماس للتنسيق الأمني مع الأجهزة فى الضفة طالما هناك تنسيقًا مع الأجهزة الأمنية في إسرائيل؛ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح " الدكتور نبيل شعث ": " كل ما أثير في هذا الأمر كان في الفترة بين اجتماعات القاهرةوالخرطوم، لكن لقاء الخرطوم كان تاريخيًا بالنسبة لحماس؛ إذ توحدت حماس حول المصالحة بقرار جماعي، وحماس كانت منقسمة ومؤتمر الخرطوم وحدها ". وعما تردد عن انقسام فتح في غزة، وتوقعاته للانتخابات القادمة؛ قال: " فتح ليست كتلة واحدة بالمعنى المطلق، ولا يوجد انقسام أيضًا، وهناك أطراف تريد تضخيم هذا الأمر وتستخدمه كذريعة، أرجو أن تتوقف ". أما موضوع الانتخابات؛ فقال: " أنا ضد التصريحات التي تقول إن فتح ستكتسحها؛ لأن المعركة الانتخابية القادمة ليست سهلة، وأرجو أن تتم في إطار الوحدة، ولا يحدث بها الصراع الذي حدث في انتخابات 2006، لذلك لا أستطيع التنبؤ بنتائجها، لكن نحن في فتح نسعى بكل جهدنا للفوز بها في الضفة وغزة ". وعن تغيير حركة فتح لقواعد اختيار المرشحين في الانتخابات القادمة؛ قال: " استفتاء الناس ورأيهم سيلعب دورًا مهمًا في اختيار المرشحين، وفي النهاية اللجنة المركزية لفتح هي التي ستحدد ذلك، والتي ستضع في اعتبارها رأي الناس على الأرض وحساباتها الإجمالية ". وعن عودة كوادر فتح لقطاع غزة، والتي خرجت أثناء الانقسام في 2007؛ قال شعث: " إنني أثرت هذا الموضوع مع حركة حماس، وقالت حماس إنها لا ترفض عودة أحد للقطاع، لكن حسبما ذكرت فإنه في حال عودة بعضهم - ممن عليهم محاكمة - فلابد من حل هذا الأمر؛ فهناك من يريد الأخذ بالثأر ". وعن تقييمه للقاء عمان الأخير بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ قال: " إنه تمت دعوة فلسطين لحضور اجتماع الرباعية، مثلما تمت دعوة الجانب الإسرائيلي، وقدمت فلسطين أوراقها وإسرئيل لم تتحدث بشيء، وحسب تصريحات عريقات كانت نتائجه (صفر)، ونحن لن نعود للمفاوضات إلا إذا توقف الاستيطان بالكامل ". وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه أعتى أنواع الاستعمار في التاريخ؛ ففي الضفة شوارع تحت سيطرة إسرائيلية كاملة، لا يجوز أن تمر بها سيارة يركب فيها فلسطيني، والغريب أن هناك في العالم من لديه قناعة بأن إسرائيل هي الضحية، وهذا الاحتلال لن يرحل بدون وحدة فلسطينية، وهذه الوحدة إذا أتت ستفتح الباب أمام الديمقراطية.