تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث غدا "السبت" فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الظفرة، والذي يستمر حتى 28 ديسمبر الجاري، برعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويقام في مدينة زايد بالمنطقة الغربية،حيث يشارك في فعالياته أكثرمن 20 ألف ناقة. وفي مؤتمر صحفي عقدته الهيئة للإعلان عن انطلاق المهرجان غدا "السبت"، أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ عشق حياة البداوة الذي رافق أبناء الصحراء منذ آلاف السنين جعل قضية التراث والأصالة تأتي في رأس سُلَّم القيم التي تغنّى بها الإنسان العربي، وبقي مُحافظا عليها حتى يومنا رغم كل مظاهر الحداثة والمعاصرة، وتعتبر الناقة محوراً أساسياً في تراثنا وثقافتنا، وبدونها لما أمكن استكشاف عباب الصحراء. وأكد أنّ مهرجان الظفرة يهدف إلى استدامة عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة، عبر مجموعة من الفعاليات التراثية في طليعتها مسابقة مزاينة الإبل، مسابقة الحلاب، مزاد الإبل، سباق الهجن التراثي، ومسابقة السلوقي التي تُقام للمرّة الثانية, فيما تُقام مسابقة الصقور المكاثرة في الأسر للمرّة الأولى في المهرجان, إضافة لمسابقة تغليف التمور، ومسابقة مزاينة الظفرة في عيون المصوّرين. وتقيم الهيئة خلال المهرجان سنويا سوقاً للصناعات اليدوية الإماراتية يضم في هذا العام 160 من المحلات، وذلك بهدف التعريف بتراثنا، والمحافظة على هذه الحرف والترويج لها بما يضمن استدامتها. ويحتفي السوق الشعبي بنجاح جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخراً في تسجيل "السدو" الذي يمثل مهارات النسيج التقليدية للإمارات، في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، ليُضاف إلى سلسلة الإنجازات الإماراتية خلال عامي 2010-2011 عبر تسجيل منظمة اليونسكو لتراث الصقارة في قائمة التراث المعنوي، ومجموعة من 17 موقعا أثريا في مدينة العين في قائمة التراث المادي. وتحمل الدورة الخامسة في ديسمبر 2011 من مهرجان الظفرة الكثير من التجديد في مسابقتها الرئيسية، منها زيادة عدد أشواط مزاينة الظفرة لأكثر من 50 شوطا خاصة مع التوقعات باستقطاب المزيد من المشاركين نظرا للمكانة الكبيرة التي بات يحتلها المهرجان على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك إضافة أشواط الظفرة التي تقتضي المشاركة بعدد 6 نوق لكل مُشارك، فضلا عن شوطي البيرق للمحليات الأصايل وللمجاهيم (حيث يتوجب المشاركة ب 50 ناقة من سن الجذاع فما فوق) وجائزة المركز الأول لكل من هذين الشوطين مليون درهم إماراتي. وذكر المزروعي أنّ مزاينة الإبل استقطبت في دورتها الخامسة أكثر من 1300 مُشارك من ملاك الإبل، يشاركون في فئات وأشواط المسابقة بما يُقارب 20 ألف ناقة، وتفوق جوائز المهرجان في مختلف مسابقاته ال 35 مليون درهم إماراتي. وأكد أن مهرجان الظفرة ساهم في إنعاش الحياة الاقتصادية في المنطقة الغربية بشكل واضح وكبير، حيث تشهد مدينة زايد والمناطق القريبة منها رواجا اقتصاديا غير مسبوق قبل وأثناء المهرجان. وكانت دراسة اقتصادية أكدت في وقت سابق أن المردود الإيجابي على المنطقة الغربية من جراء المهرجان، قد تجاوز أضعاف ميزانية الحدث، وذلك مقارنة بين ما تمّ إنفاقه وما تحقق من عائد ترويجي واقتصادي للمنطقة الغربية. وذكرت أن المهرجان ساهم في التعريف بالمنطقة الغربية على نطاق عالمي واسع مع انطلاق الدورة الأولى في عام 2008، "واليوم فإنّ الشهرة الدولية التي تتمتع بها مدينة زايد فاقت توقعاتنا، وخاصة مع الاهتمام الكبير من قبل المئات من المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية المعروفة، والتي أشادت بدور المهرجان في تطبيق الإستراتيجية الثقافية لأبوظبي وبجهود صون التراث، ووصفته بأنّه أكبر مهرجان لحياة البداوة في العالم، حيث تتحوّل منطقة الظفرة عند أبواب الربع الخالي إلى مقصد لقوافل الإبل والمشاركين من دول الخليج العربي". وأكد المزروعي أنّ "هذا النجاح يأتي في إطار سعي الإمارات لأن تجعل من المنطقة الغربية مقصدا ثقافيا وسياحيا على المستوى العالمي، وإلى تثبيت مكانتها على الخارطة الاقتصادية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير الإمكانيات البشرية، والتي تحظى بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات ، وراعي المهرجان الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإشراف ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، مُتطلعين لسنوات حافلة من الإنجاز والحضور على مختلف الأصعدة".