نهاد أبوالقمصان: البرلمان القادم اختبار حقيقي لثبات المرأة في الدفاع عن حقوقها فريدة النقاش: اختبارات العذرية كانت المؤشر الأول على نية مبيتة لإهانة المرأة عفاف السيد: ما حدث مخطط له مسبقًا وتهديد لحقوق المرأة هالة طلعت: المرأة ستصبح مهددة في لقمة عيشها داليا زيادة: حقوقنا مهددة ببرلمان يخلو من النساء يبدو أن الانتخابات البرلمانية الحالية سوف تثمر عن بعض النتائج غير السارة للبعض، فبرغم أن المراحل الانتخابية لم تنته كلها بعد، إلا أن نتائج المرحلة الأولى كشفت عن المزاج العام الذي قد تسير فيه المرحلتان القادمتين، حيث تفوقت التيارات الإسلامية بشكل كبير والمتمثلة في حزب الحرية والعدالة- الذراع السياسية للإخوان المسلمين - وحزب النور الذي يمثل السلفيين بأغلبية وصلت إلى ستين في المائة. كان غياب العنصر النسائي من نتائج المرحلة الأولى هو الأبرز، ما جعلنا نتساءل؛ هل سيخلو البرلمان القادم من النساء؟ ما يهدد وبقوة مكتسبات المرأة الحقوقية. اختلفت ردود الأفعال حول هذه القضية، حيث لاحظت غضباً شديداً لدى بعضهن، بينما ساد الخوف على المستقبل لدى الأخريات، الطبيبة حسناء السيد، أكدت أن هذه النتيجة لم تكن متوقعة وأن عدم فوز المرأة في هذه المرحلة يجعلنا نتساءل هل المراحل القادمة ستختلف أم أن النتيجة واحدة وأن المرأة ستغيب عن البرلمان القادم؟! "من سيمثلن في البرلمان؟ كان السؤال الذي طرحته المدرسة دعاء، حيث استنكرت ما أسفرت عنه نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية وجعلها تتوقع أن المرأة في المرحلة القادمة ستتعرض لظلم وقهر شديدين، فرغم أنها حققت الكثير من الإنجازات في المرحلة السابقة، فإنه يبدو أن إقدام التيارات الإسلامية وتفوقها سيجعلانها تفقد حقوقها وتعود إلى الوراء. هايدي محمد "طالبة بكلية الإعلام" قالت: "السيدات من فعلن ذلك بأنفسهن فنحن من ذهبن إلى اللجان وقررن اختيار التيارات الإسلامية، وكأنه ليس هناك بديل لها، أنا لا أقول إنني ضد الإسلام فأنا مسلمة ولكني لن أسمح لأحد أن يخبرني أن هذا حرام، وعليّ الابتعاد عنه وهذا هو الحلال ويجبرني على القيام به". منال عبد العزيز وتعمل موظفة بإحدى الدوائر الحكومية، أشارت إلى أنه لو فازت التيارات الإسلامية ووجدن من يخبرننا أن على المرأة الجلوس في المنزل ستكون كارثة، فأنا مثلاً أعمل من أجل الإنفاق على أولادي وغيري كثيرات يفعلن ذلك، ولن نصمت على هذا الأمر لو حدث، خاصة أنه بهذه الطريقة يبدو أن مجلس الشعب لن يكون فيه أحد يدافع عنا ووقتها سنخرج نحن إلى الشارع لندافع عن حقوقنا ونأخذها شاءوا أم أبوا". "نظرة الإخوان للمرأة معروفة" هناء إبراهيم، موظفة حكومية أخرى، قالت هذه الجملة في أول حديثها، مؤكدة أن الإخوان ينظرون إلى المرأة على أساس أنها كائن متدن، خُلق في الأصل لخدمة الرجل وأنها لا تفعل شيئاً في الحياة سوى إغواء الرجال وإفسادهم، وهذا يجعلن نخاف على ما سيحدث لنا في المرحلة القادمة، خاصة أنه لم تفز امرأة واحدة في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية. وتنهي كلامها قائلة: "إلغاء الكوتة النسائية كان خطأ كبيرًا ويبدو أنه متعمد للجور على حقوقنا". الأستاذة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي قالت إن نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية لا تبشر بالخير فعدم فوز امرأة واحدة على الأقل لا يدعو إلى التفاؤل، ومؤشر على الإهانة التي ستتعرض لها النساء مستقبلاً. "النقاش" أكدت أن ما حدث وما سوف تنتج عنه الأيام القادمة نتيجة لتفكير الجماعات الإسلامية التي ترى أن المرأة عورة ولو استطاعت لحجبت عنها حقها في الترشح، مشيرة إلى أن هذا النفوذ المتزايد الذي مارسته الجماعات الإسلامية، بالإضافة إلى الفقر والجهل وعدم معرفة المصريين بالأحزاب الجديدة جعلهم لا يجدون بديلاً عن هذه التيارات ولذلك حازت بالنصيب الأكبر من الأصوات. الكاتبة الصحفية قالت إن المرأة شاركت في الثورة مع الرجل وكانت من شهداء ثورة يناير وما يحدث الآن شيء مؤسف، فلمصلحة من يتم تجاهلها والنظر إليها نظرة دونية تقليدية وكأنها كائن درجة ثانية؟! وكشفت "النقاش" أن أول إهانة تعرضت لها الفتاة المصرية كانت على يد المجلس العسكري عندما اتخذ إجراءً قبيحاً سموه كشوف العذرية ولأول مرة يحدث هذا في مصر وتلك كانت بداية الإهانة. بينما أكدت داليا زيادة إحدى المرشحات عن حزب العدالة، والتي لم يحالفها الحظ أنها شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما عرفت النتيجة ليس من أجلها فقط ولكن عندما وجدت أن البرلمان سيصبح خالياً من النساء وهذا ما تؤكده نتيجة المرحلة الأولى. "زيادة" قالت إن الأيام القادمة ستشكل بلا شك خطرًا على مستقبل المرأة، فمن سيمثلها في البرلمان القادم؟ ورغم أن هذا هو ثمرة اختيارهن فهن من اخترن أن يبعدن العنصر النسائي عن نتيجة المرحلة الأولى فإن ذلك لا يدعو للتفاؤل في ظل تصريحات العضو عبد المنعم الشحات الذي يُحرم مفهوم الديمقراطية من الأساس. الناشطة السياسية أشارت إلى أن هناك مخططا مدروسا لإقصاء المرأة عن البرلمان القادم والعودة إلى العصور القديمة ومحاولة تهميشها، بدأ مع إلغاء الكوتة النسائية، إلا أنها لا تعتقد أن المرأة في مصر ستسمح بذلك بعد المكتسبات التي حصلت عليها رغم أنها ليست متفائلة فقالت : "إذا كانت هذه نتيجة الانتخابات في محافظة مثل القاهرة فماذا عن باقي المحافظات؟". نهاد أبو القمصان "رئيس المركز المصري لحقوق المرأة" أكدت أنه كان هناك أكثر مع محاولة مع المجلس العسكري للوصول إلى آلية لتواجد المرأة بشكل معقول داخل البرلمان، إلا أن المجلس العسكري تجاهل أي طلبات خاصة بهن. "أبو القمصان" قالت إن ما حدث في المرحلة الأولى للانتخابات هو النتيجة الحتمية والطبيعية لظهور التيارات الإسلامية على السطح، إلا أنها تؤكد أن ما حدث وما سوف يحدث هو النتيجة الطبيعية والثمار التي تجنيه السيدات نتيجة اختيارهن. رئيس المركز المصري لحقوق المرأة أشارت إلى أن ما حدث بالمرحلة الأولى بالانتخابات البرلمانية إيجابي، لأنه يعطى الفرصة للتيارات الإسلامية لأن تأخذ فرصتها ومن ثم نعرف إن كانت ستفيد المجتمع حقا أم لا؟ لافتة إلى أن صعود هذه التيارات إلى البرلمان هو من اختيار المجتمع ومن ثم ليس من المنطقي أن تأتي المرأة الآن وتعلن عن خوفها مما سوف يحدث لها. وذكرت "أبو القمصان" في حديثها أن هذا اختبار حقيقي للتيارات الإسلامية وكذلك اختبار حقيقي للمرأة حتى تعرف من هو بجوارها ومن هو ضدها وحتى تختبر قدراتها الشخصية في الدفاع عن حقوقها ومعرفة إن كانت ستسمح بالتعامل معها على أنها جارية ومواطنة من الدرجة الثانية أم لا وإن كانت ستسمح للتيار الإسلامي بالصعود على أكتافها؟!. عفاف السيد الكاتبة والناشطة السياسية أكدت أن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية أسفرت عن غياب عنصر النساء بسبب غيابهن عن الصدارة ووضعهن في ذيل القائمة، مشيرة إلى أن ما حدث كان مخططا له ومن المنتظر أن تشهد مصر في المرحلة القادمة برلمانا ذكوريا لا يتضمن سوى امرأة أو امرأتين. الكاتبة المصرية قالت إن ما حدث خطوة إيجابية وجيدة لأنها ستكشف عن معدن المرأة المصرية التي لن تسمح لأحد بالسطو على حقوقها وسلبها بعض المكتسبات التي حصلت عليها بعد مجهود طويل، مشيرة في نفس الوقت إلى حدوث بعض التجاوزات من بعض التيارات الإسلامية في الانتخابات وعلى رأسها ممارسة الدعاية الانتخابية أمام اللجان ولعبهم على فقر وجهل المواطنين وعلى الدين الإسلامي. ودعت عفاف في كلامها المجتمع إلى إعطاء فرصة للتيارات الإسلامية قائلة: "لنعطهم فرصة ولنر إن كانوا سيضعون خططاً مناسبة للنهوض بالمجتمع ام أنهم سيتحدثون عن مدى شرعية الخمور والنقاب وغيرها من الأمور الثانوية ويتركون احتياجات المواطنين الحقيقية. هالة طلعت عضو مؤسس لاتحاد المعلمين المصريين، أكدت أننا وصلن لهذه النتيجة نظراً لتقلص عدد المرشحات النساء في القوائم الانتخابية فضلاً عن ضعف الإمكانيات وعدم توفير الدعاية الانتخابية المناسبة لهن، فالمرأة كانت في ذيل القائمة لدى أغلب الأحزاب، ومن ثم فكان هناك مخطط لتهميشها. "طلعت" أعربت عن أملها في أن تتغير هذه النتيجة في المرحلتين المقبلتين، وذلك حتى تحتفظ المرأة بقدرتها على ممارسة دورها في العمل والبيت دون المساس بحقوقها الشرعية، خاصة أن هناك سيدات يعولن أولادهن وتعتمد الأسرة عليهن بشكل كامل ولذلك فمن غير الممكن أن نعود إلى الوراء. في النهاية المرأة في الأعوام الماضية استطاعت أن تأخذ بعض حقوقها وأن تصل إلى أعلى المناصب ولكن اليوم.. وبقدوم التيارات الإسلامية نقف متسائلين هل سيعود الزمن إلى الوراء ويتم التعامل مع المرأة على أنها كائن من الدرجة الثالثة وهل ستفقد المرأة مكتسباتها التي حصلت عليها بشق الأنفس على مدار مائة عام، أم أن الواقع سيكون مخالفاً لظنوننا؟!.