تنسيق بين "الري" وباقي الوزارات في مواجهة الآبار العشوائية أكدت الدكتورة مديحة مصطفى، رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الرى أن المياة الجوفية التي تعد كنزًا وثروة حقيقية تعاني في بعض المناطق من التلوث والسحب الجائر فضلاً عن انخفاض مناسيب المياة ببعض الآبار الواقعة على طريق مصر - الإسكندرية مشيرة في حوار مع "المشهد" إلى وجود تنسيق بين وزارة الرى وباقى الوزارات من أجل مواجهة الآبار العشوائية التى يتم حفرها دون الحصول على ترخيص رسمى. لماذا اتجهت الأنظار إلى استخدام المياه الجوفية مؤخرًا؟ المياه النيلية تمثل حصة ثابتة منذ اتفاقية عام 1959، وقتها كانت كمية مياه النيل تكفى للزارعة والصناعة والتجارة وغيرها من الخدمات التى يمكن من خلالها استخدام المياه، لكن منذ عام 1975 بدأت تتزايد أعداد السكان وارتبط ذلك بحجم الاحتياج المائى، لذلك اتجهنا إلى اتخاذ عدة محاور أبرزها تقنين وترشيد استخدام المياه النيلية، بالإضافة إلى البحث عن إيجاد موارد أخرى وهى المياه الجوفية فضلاً عن أن مصر من الدول التى تعانى من قلة حجم الأمطار بها فلم يعد أمامنا سوى مياه النيل ذات الحصة الثابتة أو المياه الجوفية غير المتجددة. كيف يتم تقسيم المياه الجوفية؟ المياه الجوفية موجودة في 6 خزانات رئيسية من بينها خزان "نهر النيل" وهو يقع أسفل مياه النيل ويتم تغذيته من المياه المستخدمة فى الرى والتى نطلق عليها الفواقد وكذلك المياه المتسربة من الترع والمصارف ويمثل 50% من مساحة مصر أما خزان "الحجر الجيرى" فهو يمثل 4% فقط من مساحة مصر ذات إمكانيات محدودة فضلاً عن ارتفاع نسبة الملوحة بالمياه والتى تصل إلى خمسة آلاف لذلك تصنف المياه الجوفية به على أنها مياه ضاربة للملوحة. وماذا عن خزان "الحجر الرملى النوبى"؟ من أهم الخزانات الجوفية خاصة أن المياه به ذات إمكانية عالية جدًا لكنها تقع على عمق بعيد وبالتالى يكون استخراج المياه منه مكلف من الناحية الاقتصادية خاصة مع ارتفاع أسعار وحدات رفع المياه لذلك يكون حجم السحب منه قليل قد يصل إلى 2 مليار متر مكعب فى السنة. هل بجانب التكلفة الاقتصادية هناك حرص شديد على السحب منه؟ بالفعل مياه ذلك الخزان تعامل معاملة البترول لأن ما يأخذ منه لا يمكن تعويضه بالإضافة إلى أن مياه "الخزان النوبى" تعد المياه الأعلى من حيث جودتها ونقائها عن أى مياه جوفية أخرى فضلاً عن أن المياه به مياه غير متجددة لذلك يكون حجم السحب منه أقل وذلك للحفاظ عليه ومنح الأجيال القادمة فرصة الاستفادة منه واستخدامه. وماذا عن الخزان "الساحلى"؟ هذا الخزان يعتمد فى تغذيته على مياه الأمطار الموسمية التى تسقط على الساحل الشمالى الغربى ويتم التنسيق لذلك من خلال خزانات قد تصل إلى ألف متر وعندما تسقط الأمطار تمتلئ تلك الخزانات بالمياه وهى مياه جيدة وصالحة لجميع الاستخدامات. ما هى عوائق استخدام خزان "المغرا"؟ هناك إقبال على استخدامه ولكن ليس بشكل كبير وذلك بسبب ارتفاع نسبة الملوحة بالمياه به والتى تترواح بين 3 إلى 5 الآف فضلاً عن ارتفاع التكلفة الاقتصادية لاستخراج المياه منه أو معالجتها ومن ثم يكون حجم استغلال المياه به قليل ويعد ذلك الأمر من أبرز الأسباب التى جعلتنا نتجه إلى عمليات التحلية فى المياه والتى تساهم فى تعويضنا عن النقص الشديد الذى نواجهه فى المياه خاصةً أن هناك كميات كبيرة من المياه المالحة والتى تؤثر على مياه الخزان أو على مياه البحر من خلال التأثير السلبى على الشعب المائية أما خزان "الصخور المتشققة" يمكن الاستفادة منه خاصة أن مياه الأمطار تسقط على الصخور الموجودة بالصحراء الشرقية.
هل المياه الجوفية تغيرت خصائصها على مدار الأعوام الماضية؟ المياه الجوفية التى تقع بالقرب من الأرض فى وادى النيل والدلتا تتعرض لتغير الخصائص بسبب تعرضها للسحب الجائر فضلاً عن تعرضها للتلوث بسبب قيام بعض المصانع بإلقاء مخلفاتها من خلال الحقن وبسببها تنتقل الملوثات من مخلفات المصنع إلى المياه وهنا يأتى دور شبكات المراقبة التابعة لنا والتى تتولى مراقبة نوعية المياه وكذلك حجمها ومن خلالها يتم اكتشاف بؤرات الحقن بالإضافة إلى ذلك قد تتعرض المياه الجوفية للتلوث من خلال مياه الصرف الصحى التى يتم تسريبها إلى الأرض. وماذا عن التلوث الذى ينتج من مياه رى الأراضى الزراعية؟ عندما يحدث تسميد للتربة تنتقل المياه المستخدمة فى الرى إلى المياه الجوفية ويكون بها كميات من الأسمدة وذلك لأن المياه الجوفية ليست معزولة عن التربة فأى نشاط سطحى يحدث على الأرض يكون من السهل تسريبه إلى الخزان. وما هى أبرز المناطق التى تعانى المياه الجوفية بها من تلك المشاكل؟ من أبرز تلك المناطق منطقة شبرا الخيمة وذلك نظرًا لأنها منطقة صناعات لذلك درجة التلوث بها عالية جدًا فى الطبقات السطحية للخزان الواقع أسفل المنطقة، لذلك أصبحت هناك مواصفات جديدة للآبار التى يتم الاعتماد عليها فى الشرب أهمها وقوعها على عمق بعيد من سطح الأرض خاصةً أن التلوث ينتشر رأسيًا وليس أفقيًا. وماذا عن تدنى مناسيب المياه الجوفية بطريق مصر الإسكندرية؟ هناك بعض المناطق التى تعرضت لتدنى المناسيب بالخزانات كما حدث بالدلتا والوادى وذلك لأن المياه بها غير متجددة وهو نفس الأمر الذى تعرضت له الأراضى الزراعية بطريق مصر - الإسكندرية وكذلك منطقة الواحات ومع مرور الوقت أصبحت الآبار محتاجة إلى تركيب طلمبات من أجل استخراج المياه فضلاً عن زيادة نسبة الأملاح بها. وكيف يمكن مواجهة ذلك؟ قطاع المياه الجوفية يضع سياسة إطار التعامل مع خزان المياه الجوفية بحيث لا يتأثر سلبًا فى حالة استمراره فهناك مجموعة من الإدارات الموزعة على جميع أنحاء الجمهورية من خلال أربعة إدارات مركزية كل إدارة منها بها عدة إدارات اخرى متفرقة بحيث نتمكن من السيطرة على المنطقة كلها ثم تقوم تلك الإدارات بالمرور بشكل دائم على الآبار والتأكد من سلامة تراخيص تلك الآبار وكذلك وجود العدادات وعدم تعرضها للسحب الجائر. هل وضعت الوزارة خطة لردع ظاهرة الآبار العشوائية؟ البعض من الأفراد أو المستثمرين فى القطاع الزراعى يقوموا بحفر العديد من الآبار دون الحصول على التراخيص والموافقة الرسمية عليها ولكن هناك اتفاق بين جميع الوزارات على تجريم تلك الظاهرة ولذلك يكون الأمر صعبًا على الفرد أن يستمر فى استخدام تلك الآبار لأنه فى حالة عدم موافقة وزارة الرى على الترخيص لن تقوم وزارة الكهرباء والطاقة بإدخال الكهرباء له وكذلك أيضًا موافقة الآثار وهكذا.