قال الدكتور صفوت حجازي رئيس مجلس أمناء الثورة المصرية إنه غير معني بشخص رئيس الحكومة المقبلة، ولكن ما يعنيه هو الصلاحيات الكاملة لهذه الحكومة، وكذلك عدم ارتباط رئيس الحكومة بالنظام السابق. وحدد حجازي في تصريحات ل "المشهد" من ميدان التحرير شرطين لمغادرة الميدان وهما تشكيل حكومة إنقاذ وطني محددة المهام والصلاحيات وليس فقط لسن بعض التشريعات أو تنفيذ مشاريع قومية، بل ينبغي أن تتضمن مهامها إجراء الانتخابات النيابية، وتنفيذ خطة أمنية لضبط الشارع مع ما يتضمنه ذلك من إعادة هيكلة وزارة الداخلية، واتخاذ إجراءات اقتصادية عاجلة لضبط الأسواق، وتشكيل محكمة ثورة لمحاكمة المتهمين بإفساد الحياة السياسية، وتطهير البلاد من بقايا نظام مبارك، ووضع حد أدنى وأقصى للأجور. أما الشرط الثاني لمغادرة الميدان فهو وضع جدول زمني بتوقيتات محددة لتواريخ الترشح لرئاسة الجمهورية والتنازل عن الترشيح وفترة الدعاية وإعلان النتيجة وجولة الإعادة وحلف اليمين على أن يتم نقل السلطة تماما بعد إعلان النتيجة بأسبوع واحد فقط وكذلك يتم من خلال إعلان دستوري جديد. انتقد حجازي الذي يرابط في التحرير منذ يوم السبت الماضي إصرار بعض الشباب على الصدام مع قوات الشرطة ومحاولاتهم المتكررة للوصول إلى وزارة الداخلية ما تسبب في إزهاق أرواح عدد كبير من الشهداء. وقال حجازي إن الثورة المصرية ظلت محافظة منذ بدايتها على طابعها السلمي وهذا ما أكسبها تعاطفا كبيرا داخليا وخارجيا، وإن لجوء بعض الشباب إلى العنف الذي شهدناه خلال الأيام الماضية قبل أن يتوقف الخميس هو انحراف عن مبادئ الثورة وتشويه لها، وحمل حجازي المجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف ووزارة الداخلية المسئولية الكاملة عن الأرواح البريئة التي أزهقت، موضحا أن هذه الدماء أريقت بشكل مقصود بهدف خلق حالة فوضى وبهدف تلويث سمعة الثورة والإساءة إلى الثوار. وأكد حجازي أنه لايزال متفائلا بالثورة ونجاحها في الوصول إلى كل أهدافها، حيث إنها ثورة من صنع الله، وما صنعه الله لن يهدمه مخلوق، كما أن العوائق والعقبات التي تواجهها الثورة هي من باب الابتلاء والتمحيص والتطهير وستخرج منها مصر بكل عافية، كما أوضح أن من دواعي تفاؤله أيضا وجود الزخم الثوري في الشارع، وارتفاع وعي الشعب الذي أسقط رأس النظام وهو قادر على أن يسقط بقية أطراف النظام.