اعتبر مثقفون معتصمون في ميدان التحرير أن الخطاب الذي ألقاه المشير طنطاوي مساء أمس "استنساخ" لخطاب مبارك الأخير. قال الشاعر أسامة حداد، المعتصم لليوم الثاني على التوالي في الميدان، "إن الخطاب جاء على منوال خطاب مبارك في 28 يناير، ولم يقدم جديدًا، وكأنه يلقي علينا درسًا في الإنشاء". أضاف حداد أن: "الثورة لم تحقق شيئًا من أهدافها، ولا زالت القبضة الحديدية للنظام الفاشستي -على حد تعبيره- قائمة ومستمرة، وغابت الحرية، وكذلك العدالة الاجتماعية، ولم يتم تنفيذ المطالب الأساسية الذي طالب بها الشعب، لقد استمر حكم العسكر طوال هذه الفترة دون أن يقدم أي إنجاز، بل إن هنالك تراجعات مستمرة، وهذا يؤكد ضرورة استمرار الثورة حتى يسقط النظام القديم برمته، وليس إزالة القشرة الخارجية فقط، إذ أن المجلس العسكري يضع كرامة المواطن وحياته في آخر اهتماماته". القاص عادل العجيمي أحد المعتصمين يرى أن "الخطاب يكشف مهزلة الاستفتاء، ويٌظهر (الصفقات) المعروفة للجميع -حسب قوله- لذلك يجب تنظيم مليونية الجمعة المقبلة لتسليم السلطة، حتى تعود الشرعية التي اختطفت إلى الميدان، وحتى تسقط الأقنعة عن كل النخب الطامحة في الكراسي والبعيدة عن الشارع والناس". أما الناقد أحمد إبراهيم فيرى أنه "ليس هناك جديد في خطاب طنطاوي، إنه صورة باهتة من خطاب مبارك، فهو ما زال يهدّد، ولم يقدم حلاً ولا حتى اعتذارًا للشهداء، إن طنطاوي يراهن على الصامتين، لكنه رهان خاطئ". ويقول الشاعر أحمد سراج: "من يصدق المشير أو غيره الآن، ويكذّب عينيه؟ ألم يعدنا بالأمن والاستقرار؟ ألم يعدنا بتحقيق مطالب الثوار؟ ألم يعدنا بدولة القانون، أين هى الآن هذه الدولة؟! هل هى تلك التي تضرب في المتظاهرين في الإسكندرية بالطائرات؟ هل هي تلك التي تقمع أبناءها الذين لم يطالبوا سوى بتنفيذ ما وعِد به الجيش قبلاً؟ لقد أخطأنا مرة حين صدقنا أن عسكر مبارك وقضاته سينحازون للثورة، ثم لمسنا بأم أعيننا ما كنا نكذبه، لقد رأينا حالة التواد والانتظام المجتمعي تنهار، رأينا الانتهازيين يصعدون للقمة، وأصحاب المبادئ يُقمعون بكل قسوة، رأينا الشرطة تستعد بكل قوتها للانتقام من الشعب المصري، رأينا المصري ينقسم إلى ألف عدو؛ ليبرالي، إخواني، يساري، صوفي، مسيحي. لقد رأينا ما يكفي منكم، فهل تتركون الساحة الآن، وفورًا؟ ما شعوركم وبرلمان تونس يشكر الثوار الذين حرروا دولتهم؟!". ويتابع سراج: " كل ما نرجو من المشير ورجاله أن يَصدقوا معنا؛ فإن كانوا قد جاءوا بشرعية ثورة 25 يناير، فإن الموجة الثانية لها؛ 18 من نوفمبر أسقطت هذه الشرعية، وإن كانوا امتدادًا لحكم مبارك؛ فثورتنا مستمرة حتى يسقطوا. حين سمعت مسألة طلب اللجوء إلى الاستفتاء والانصياع لإرادة الشعب شعرت أن التاريخ يعيد نفسه، مسألة البقاء ليست اختيارًا مطروحًا أصلاً، لقد سقط مبارك وكل ما بقي هو أن يسقط رجاله". الناشط الثقافي طه عبد المنعم اعتبر أن " الخطاب تحدث عن المهلة الزمنية لتسليم السلطة فقط، وهذا يساعد النظام القديم للوقوف على قدميه مرة أخري. الخطاب لم يتحدث عن وثيقة على السلمي الدستورية التي تحتوي علي بنود تعطي للمجلس العسكري الحق في أن يسيطر على مصر، بالإضافة إلي أن الخطاب لم يتحدث عن تفاصيل حكومة الإنقاذ الوطني واكتفى بكلمتين هما ( تشكيل حكومة)". القاص محمد فاروق يرى أنه " يجب إجراء الانتخابات في ميعادها، حتى لا يقول المجلس العسكري إن المتظاهرين في ميدان التحرير قد أفسدوا انتخابات مجلس الشعب يري فاروق أن الخطاب جاء مخيبا للآمال كأنه إعادة إنتاج للخطاب الأخير الذي ألقاه المخلوع مبارك". أخيرا يعتبر القاص محمد عبد النبي أن " المشير لم يستطع أن يقلد مبارك رغم أن خطابه يحتوي على نفس التهديدات، وإذا استمر المجلس العسكري في تولي أمور البلاد فسوف يستمر الصراع مع الشعب، حتى تصبح مصر دولة مدنية".