في خطوة ذات طابع رمزي كبير، عرضت الحكومة الليبية اليوم على المنظمة العربية لحقوق الانسان، منزل رئيس الاستخبارات السابق عبدالله السنوسي، ليكون مقرًا لفرعها في العاصمة طرابلس. ويمثل السنوسي في ذاكرة الليبيين رمزًا للقمع الذي عاشوه في عهد العقيد معمر القذافي الذي أطاحت به ثورة شعبية بعد 42 عامًا من الحكم الحديدي. جاء ذلك على هامش الاعلان الرسمي عن افتتاح فرع المنظمة في ليبيا بقاعة "الفندق الكبير" بطرابلس مساء الثلاثاء، بحضور عدد من القيادات الحقوقية في الوطن العربي. وفي كلمته، قال الدكتور عبدالمنعم الحر رئيس المنظمة العربية في ليبيا، إن اطلاق عمل المنظمة في ليبيا جزء من ثمار ثورة 17 فبراير، التي أطاحت بالقذافي، مشيرا إلى أن المنظمة ستعمل في كل ربوع ليبيا من أجل الانتصار للإنسان وسيادة القانون. واعتبر الحر أن الليبيين قدموا بثورتهم نموذجًا على قدرة الانسان على مقاومة الظلم، معتبرا أن المرحلة المقبلة تستدعي من الجميع المشاركة في بناء ليبيا التي جرفها نظام القذافي سياسيا وثقافيا واقتصاديا. من جانبه، عبر محسن عوض الأمين السابق للمنظمة والناشط الحقوقي البارز، عن فرحته بانتصار الشعب الليبي على الطغيان، موضحا أن رموزًا ليبية كبيرة مثل منصور الكيخيا دفعت ضريبة النضال ضد النظام السابق. ودعا عوض الليبيين الى العمل لإقامة بناء ثقافي وقانوني وسياسي يحترم حقوق الإنسان، مشيدا بدور الشباب العربي في قهر الطغيان في ليبيا وقبلها تونس ومصر. وكان رئيس المنظمة العربية -راجي صوراني- استهل الحفل بالإشادة بالثورة الليبية واعتبرها جزءا من حركة النضال القومي من أجل الانتصار للإنسان العربي في كل مكان. ونوه صوراني بدور الناشط الليبي منصور الكيخيا -الذي تعرض للاختطاف من القاهرة في عام 1992 من قبل نظام القذافي- في مجال النضال الحقوقي العربي.