" إنتاج الشاعر أحمد سراج مُشكلٌ في لغته.. مُشكل في بنيته.. مشكل في إنتاجيته.. كما أنه مشكل في طبيعة شعريته التي لا تنكفئ على نصها، وفي الوقت نفسه لا يستلبها خارجُها، وإنما تصطنع، في منزلة بين هاتين المنزلتين، آلياتٍ شديدةَ النوعية تؤسس لخصوصية النص". هكذا يقول الناقد الدكتور فكري الجزار عن شعر أحمد سراج، الذي صدرت له مسرحية "زمن الحصار" عن هيئة الكتاب، ومسرحية "القرار" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ فضلا عن ديوان شعر عن دار إيزيس. وننشر له قصيدة "عودوا إلى الميدان". (1) عودي إلى الميدان كُلُّ الوجوهِ أَنا كُلُّ القلوبِ أَنا كُلُّ الحقولِ هنا كُلُّ الجوامعِ والكَنائِسِ... هنا كُلُّ الكلامِ هنا ولتنظُرِي ...أيَّ الرجالِ أو النساءِ أنا (2) عودي إلى الميدَان فهناك سَيفٌ وحَكَم وهناك نارٌ وعَلم المجدُ للميدان المجدُ لِلميدان ............. قالوا بأنكِ باكية قالوا بأني طائِشٌ مَخدوع أو خائنٌ مدسُوس أو قاتِلٌ مأجُور وأقولُ: لا تبكِي علي أنتِ الحبيبةُ والشهيدةُ والحَياة وأنا الرضيعُ على يِديكِ يُريدُ ماءكِ للحَياة قُولي لنفسِكِ لا سِواها لا سِواك: إنا هنا كي نشنقَ الطغيان إنا هنا كي نقرعَ الأجراس مصرُ التي في خاطرِ الأحلامِ تنمُو وردَةً بالروحِ تُسقَى بالحنينِ الصادقِ الألوان مِصرُ التي في سالِفِ الأزمانِ تنجُو حُرَّةً فكأنها لم تَحتَفِر قَبرًا لها وكأنه ما كان عُودي إلى الميدان للسيفِ حين انطَوى صَبرُ السِّنين لِلموتِ حين انتهَى وجعُ الأنين الموتُ للطغيان المجدُ للميدان (2) عودي إلى الميدان مُدِّي يدَيكِ الطاهِرَة وخُذِي بها: حَجرًا تَسَطَّرَ فَي حَناياهُ توارِيخُ الأباة ودمًا كأنَّ حُلولَهُ – لِطَزاجَةٍ ومَلاحَةٍ وطَهارَةٍ – مَلَكٌ يُنزَّلُ باللهَب وضَعِي دموعَكَ فيهِما فِإذا أنا حِصنُ المقاومَةِ العَصِي وإذا أنا تاجُ الشهادَةِ والولادَةِ والغَضَب أَنا الغَضَب لم يَبقَ لِي غيرُ المحبةِ والغَضَب غيرُ الحَنِينِ إلى اللهَب عودي إلى الميدان (4) عودي إلى الميدان لا الحِصنُ يَحمي، لا الخَدِيعَةُ، لا النِّداءُ المر: إنَّ الطَّعامَ قليل إنَّ المجاعةَ قادمَة إنَّ العدا فيهِم نرَى لا للكلاب على المناور لا للقَرابينِ الطَّواغِيت لا لِصَنائعِ السلطانِ تشَوى لا شَيءَ يُجدينا سوى الميدان المجدُ للميدان المجدُ للميدان عودي إلى الميدان (5) عودي إلى الميدان زَعمُوا بأنَّ عداكِ فينا فانظُرِي أينَ العِدا؟ من للعدا لَو يَسقُط السلطان؟! من للعدا لو يسقط السلطان؟! عودي إلى الميدان (6) عودي إلى الميدان الحقُّ فيهِ كالحقيقة؛ فكلاهُما يسعَى لأمرٍ واحِدٍ وكلاهُما مُرٌّ شهيٌّ حارِقٌ حاذق وكلاهُما تركَ الكلامَ على المنابرِ والهَواتِف وكلاهُما تَرَكَ الخوار للدمِ نارٌ لَيسَ يُطفئُها الحِوار للثّارِ إِربٌ لَيسَ يُلهيه الحِوار فَلترحَلُوا فَلتَرحلُوا إنّا هنا في ثَورَةِ الميدان إنّا هنا في صَرخةٍ/ في بَسمَةٍ/ في هَمسَةٍ/في دَمعَةٍ/ في غنوةٍ وسنشنقُ الطغيان الحُكمُ لِلميدان المجدُ لِلميدان المجدُ لِلميدان عُودُوا إلى الميدان عُودُوا إلى الميدان