أكد الروائي الكبير بهاء طاهر أن أكبر تكريم له هو مشاهدته لرجل يقرأ روايته في الشارع، ليلاً، على ضوء "عمود النور"! جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها "جمعية محبي الفنون الجميلة" بالمبدع الكبير مساء أمس، الأربعاء، وشارك فيها الناقد د.حسين حمودة، والكُتاب هويدا صالح، منير عامر، منتصر القفاش، تغريد الصبان، وهدى توفيق. وأدارها الشاعر شعبان يوسف. في البداية أكد شعبان يوسف أن بهاء طاهر أكثر شخصية اتسمت بطهارة السمعة من جيل الستينيات، فهو لم يتغير على مدى الأيام، ولم يتلوّن أو يتملق أحدا. ووصف يوسف الاحتفالية ب"الفرح الرائع بواحد من صناع الجماع في العالم العربي". وقال منتصر القفاش: "دائما ما كنا نناقش الأعمال الجديدة في الجامعة، وفي ذلك التوقيت، تحديدا في منتصف الثمانينات، ظهرت مجموعتان قصصيتان لبهاء طاهر، وهما "أنا الملك جئت" و"بالأمس حلمت بك". ولقد أخذتا وقتا طويلا منا في المناقشة والمحاورات"، ويرى القفاش أن هاتين المجموعتين لهما تأثير كبير على كُتاب القصة القصيرة. كما أكد الناقد الدكتور حسين حمودة أنه حضر للاحتفال بالمبدع الكبير؛ الذي يُعد -في نظره- واحدا من الكتاب الذين تمسكوا بالثوابت العربية، ولم ينزلق كغيره في مجرى النظرية الغربية، والتي وقع في أسرها العديد من الكتاب، على حد رأي حمودة. وشدّد حمودة على تأثير طاهر في الكثير من الأجيال والكُتاب الجادين، معللا ذلك بالعلاقات الوطيدة بين إبداعات طاهر وقضايا المجتمع؛ حيث لم ينفصل لحظة واحدة عن المجتمع وهمومه. وتحدثت الكاتبة هويدا صالح عن رواية "الحب في المنفى"، مؤكدة على تماسك الرواية؛ حيث استطاع طاهر أن يصف الرحلة المؤلمة للإنسان، ومعاناته في الغربة، كما شددّت على أن كتابات طاهر القصصية معبرة عن المجتمع، وأنها "جاءت مكثفة وفي غاية الروعة والجمال الأدبيين". ومن جانبه أكد طاهر أنه أكثر الشخصيات التي حظيت بالتكريم من الشعب المصري؛ وضرب مثالين على ذلك، حيث عندما نشرت رواية "قالت ضحى" مسلسلة في مجلة " المصور"، وعندما كان عائدا من جنيف وذهب إلى بائع الجرائد في منتصف الليل تقريبا، فوجد رجلا يشتري المصور ويفتش فيها، حتى وصل إلى صفحة الرواية وظل يقرؤها على ضوء عمود الكهرباء. والمثال الآخر: حدث قبيل الندوة بقليل؛ حيث اتصل ببهاء أحد الشخصيات المعجبة بكتاباته، وقال له إن رواية "قالت ضحى" تتناول مصر بعد ثورة 25 يناير، وفوجئت بهذا القول، ولاحظت أن القارئ اكتشف جانبا آخر لم يكن طاهر يقصده. واتفق الحضور على وطنية الروائي طاهر، وشجاعته في مواجهة المشكلات والأزمات التي تمر بها البلاد، مؤكدين على نبل موقف صاحب "الحب في المنفى" من ثورة 25 يناير، والتي شارك فيها منذ الساعات الأولى. وأهدت "جمعية محبي الفنون الجميلة" درعا تكريميا إلى طاهر كرمز للتعبير عن امتنان القائمين على الجمعية لمجهودات وإبداعاته. جدير بالذكر أن بهاء طاهر روائي مصري، عمل مترجمًا في "الهيئة العامة للاستعلامات" بين عامي 1956 و1957، ثم مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة "البرنامج الثاني" الذي كان من مؤسسيها حتى عام 1975 حيث مُنع من الكتابة. وبعد منعه ترك مصر وجال في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما. ثم انتقل إلى جنيف بين عامي 1981 و1995، حيث عمل مترجما في الأممالمتحدة وعاد بعدها إلى مصر حيث يعيش الآن. وتعددت أعمال طاهر ما بين القصة والرواية والمسرحية، ونشرت له عدة أعمال، منها: "الخطوبة، بالأمس حلمت بك، خالتي صفية والدير، الحب في المنفى، وواحة الغروب".