أعادت دار " سطور الجديدة" طبع مسرحية " كاليجولا " للكاتب الفرنسي ألبير كامو، وهي من ترجمة الدكتورة فاطمة نصر، وكتبت المترجمة ومديرة الدار على غلاف الطبعة الجديدة من المسرحية "إلى الطاغية القذافي". يحاول كامو في هذه المسرحية، من منظور وجودي، تجسيد مأزق الطاغية كما تمثله في شخص "كاليجولا"، الإمبراطور الروماني القديم. ذلك المجنون الذي أعمل إرادة القتل والدمار في روما. يصوره، كامو، رجلا ينفي عن نفسه صفة البشر ومحدوديتهم، يستلب سلطة الآلهة ويسعى للتفوق عليها، يريد المستحيل والخلود؛ حيث تملك السماء والأرض، الماضي والحاضر والمستقبل. كما يرى كامو في كاليجولا شخصا يتخيل الحرية اللا محدودة مرادفا للسلطة المطلقة غير المقيدة، سلطة التدمير لا الخلق، يتحرر من العلاقات الإنسانية، ومن قيود ما هو جائز وما هو محرم. ينصب نفسه ربا للآلهة والبشر معا، ويسير في خطه المنطقي إلى نهايته، ليجد نفسه في مواجهة الخواء والعدم.