أكدت وكالة الأناضول للأنباء أن حصيلة غير رسمية تفيد بمقتل 186 شخصا في أحداث العنف الدامية التي شهدتها القاهرة ومدن مصرية عدة اليوم الجمعة. وكانت أحداث عنف واسعة النطاق قد تفجرت بعد صلاة الجمعة ، حيث خرج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مظاهرات حاشدة دعت إليها جماعة الإخوان والتحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لها . وسقط العدد الأكبر من القتلي في ميدان رمسيس وسط القاهرة حيث حاول المتظاهرون استنزاف قوة الأمن ودفعها للانهيار على نحو ماحدث في 28 يناير 2011 ، كما شهدت الإسكندرية والجيزة والسويس والإسماعيلية وكفر الشيخ وعدة محافظات أخرى اشتباكات دامية سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى ، وتدخل الجيش لفض تظاهرات أنصار الإخوان مع حلول موعد سريان حظر التجول في السابعة مساء خوفا من أن تتحول مع بقاء المتظاهرين إلى اعتصامات . وقالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن مصر لم تشهد أبدا مثل هذه الحال من الانقسام منذ إعلانها جمهورية عام 1953. وأضافت في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم "أنه لم يكد يمضي شهر ونصف على الإطاحة بنظام "الإخوان" على نحو باركه معظم المصريين حتى عادت مصر أدراجها إلى العنف". وانتقدت "الإيكونوميست" ضراوة النظام الجديد في مصر على النحو الذي تم استخدامه في فض اعتصامي أنصار "الإخوان"، محذرة من أن تشهد الأيام المقبلة صراعا قد يجر الدولة إلى سيناريو مشابه لما حدث في الجزائر عندما حال الجيش دون وصول الإسلاميين للسلطة بعد فوزهم بالجولة الأولى من انتخابات عام 1991، لتنزلق الجزائر على أثر ذلك إلى حرب أهلية استمرت عشرة أعوام وأضافت قائلة "ما يدعو إلى التفاؤل، أن مصر لا يزال أمامها شوطا طويلا حتى تصل إلى هذا المصير". وتساءلت الإيكونوميست "هل القمع في الوقت الراهن هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع جماعة الإخوان، أم أن من شأنه إضفاء مزيد من التعقيد على الأوضاع؟"، معتبرة أن الخطأ الأكبر الذي يمكن أن يقع فيه الجيش إنما هو تجاهل الدرس الرئيسي الذي أكده الربيع العربي، وهو أن عامة الشعب تتطلع إلى الكرامة، فهم يكرهون تسلط المستبدين، كما أن هذه العامة رفضت نموذج الدولة البوليسية.