الفساد هو هو.. لم يكد يختلف فساد "مرسي" عن مثيله في عهد مبارك في شيء، سوى أنه اتخذ شكلا إسلاميا "في إساءة بالغة للإسلام".. تشدقوا كثيرا بأنهم جاءوا لإصلاح الأوضاع والقضاء على الفساد، لكنهم تورطوا في الكثير من وقائع "الوساطات" و"الرشاوى".. وغيرها. الواقعة التي نحن بصددها تمس رأسا كبيرة من رءوس الجماعة التي كانت تتحكم في مصر، وموقعها بجوار أكبر رأس في الجهاز التنفيذي "الرئيس".. إنها المستشارة الأكثر قربا من مرسي؛ باكينام الشرقاوي. الدكتورة باكينام، التي أدارت العديد من الملفات الخطيرة في الدولة أيام الحكم البائد قامت بتعيين البعض ممن ينتمون إلى "الأهل والعشيرة" في مواقع خطيرة.. ولم لا وهي التلميذة النجيبة للرئيس الذي لم يكن يعتد سوى بأهله وعشيرته. أصدرت تعليماتها – وصدق المعزول وبارك – بتعيين زوج أختها – وهو في ذات الوقت ابن عمها – نائبا لرئيس مجلس إدارة البنك العقاري العربي، رغم أنه ليس مؤهلا – إطلاقا – لهذا المنصب الخطير، فلم يعمل في ذلك المجال من قبل. "عدنان الشرقاوي" – وهذا اسمه – تولى الموقع منذ أكثر من 8 شهور، مارس خلالها كل مظاهر الفساد والإفساد، في حماية الدكتورة مستشار رئيس الجمهورية. من بين ما ارتكبه "عدنان" إقالة واستبعاد العشرات ممن يتمتعون بكفاءات معتبرة، وإحلالهم بغيرهم من المنتسبين للجماعة ومؤيديها.. منهم مديرون ومديرون عموم. وكانت آخر قرارات التعيين قد شمل 26 مسئولا من الأهل والعشيرة بكافة فروع وإدارات البنك، داخل مصر وخارجها، يوم 9 يونيو الماضي، أي قبل الثورة بأيام. وخلال الأشهر التي قضاها ابن العم في منصبه قام ببيع العديد من العقارات والأراضي المملوكة للبنك بالأمر المباشر لأقاربه ومعارفه بدون اتباع الإجراءات القانونية؛ وتعرض البنك لخسائر تجاوزت عشرات الملايين، وهو ما لم يحدث طوال تاريخ البنك الذي يتجاوز ربع قرن.. وكان يتطلع بشدة إلى موقع رئاسة البنك، لو استمرت الأحوال. وتضخمت ثروته وزوجته وأولاده، متجاوزا إقرار الذمة المالية مئات المرات. النائب المحترم ينفذ مبدأ "ناسبنا الحكومة" حيث لايقضي سوى 90 دقيقة في مكتبه بالبنك، وفي الفترة التي سبقت الثورة بأيام قام بسحب عدة ملايين من أرصدته. المستشار هشام بركات النائب العام الجديد تلقى بلاغا من الكاتب الصحفي أحمد علي أحمد – رئيس تحرير مجلة "روشتة" - حول فساد "ابن عم د. باكينام" يوم 10 يوليو الحالي حمل رقم 1480.. وبدأ تحقيقات موسعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرصدة واستثمارات وأصول البنك العقاري العربي، التي دمرها "ابن عم مستشارة الرئيس".