قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن القادة العرب من السعودية وحتى سوريا سعداء بالإطاحة بالرئيس محمد مرسى، وسارعوا أمس الخميس، إلى تهنئة مصر للإطاحة برئيسها الإخوانى، فيما يمثل لحظة نادرة من الوحدة فى منطقة منقسمة ولا تزال غير ديمقراطية إلى حد كبير. ورأت الصحيفة أن الاستجابة السعيدة ردا على إطاحة الجيش والشعب بمرسى تؤكد مدى فشل الأخير فى كسب حلفاء فى الخارج، مثلما فشل فى أن يفعل فى الداخل، وقام بتنفير أصدقاء مصر التقليدين، وأعدائها أيضا على حد السواء بعد أن انتهج سياسة خارجية غير منظمة، كما أنه يذكّر أيضا بأن أغلب قادة الشرق الأوسط لا يزالون غير منتخبين، رغم اضطرابات عام 2011، التى خلقت ديمقراطيات جديدة فى ثلاث دول عربية، وفى أغلب الدول العربية لا يزال الحكم فى يد حكام مستبدين، وتمثل جماعة الإخوان التحدى الأقوى أمامهم. وأشارت الصحيفة إلى أن الملكيات السنية فى المنطقة لم تحاول إخفاء ارتياحها للإطاحة بمرسى، وأثنت السعودية التى طالما كان لديها علاقات تاريخية مع مصر، ولكن ليس مرسى، بحكمة واعتدال الجيش المصرى من أجل تحركه للإطاحة به، ورصدت الصحيفة ردود الفعل فى السعودية والأردن والإمارات، وقالت إن حتى قطر، التى أغضبت جيرانها ببناء علاقات مع الإخوان فى المنطقة، قدمت تهانى حارة للجيش المصرى فيما يعد قطيعة مع الماضى من قبل أميرها الجديد الشيخ تميم بن حمد الذى تنازل له والده عن الحكم قبل أسبوعين فقط. وأشارت الصحيفة إلى أن تونس هى الوحيدة التى اعتبرت ما حدث فى مصر انقلابا صارخا، نظرا لأن حركة النهضة الإسلامية هى من يتولى الحكم فيها، وخارج العالم العربى حذرت تركيا من الآثار المترتبة لذلك على مستقبل الديمقراطية فى مصر. وتوضح "واشنطن بوست" أن مبعث الراحة فى كل مكان كان أساسه القلق من التحدى الذى تمثله جماعات الإخوان فى تلك الدول، إلا أن مرسى لم يكسب أصدقاء كثيرين فى الخارج بسبب سياسته الخارجية التى تعرجت بين محاولة لتعديل العلاقات المتوترة تاريخيا لمصر مع إيران، إلى تأييد الجهاد ضد الشيعة "الكفار" فى سوريا. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل