"الكتابة بالنسبة لي بنت ظروف نفسية مستقرة، فهي تمنحك لحظة انفصال عن جلد العالم، وحينما يكون شوك العالم فى جلدك، فلا يوجد أمامك إلا الصراخ". هكذا يرى الشاعر مدحت منير الكتابة الشعرية، بعد ثلاثة دواوين مهمة صدرت له حتى الآن، هى "مكان مريح للحزن"- الهيئة العامة لقصور الثقافة - سلسلة إبداعات 1997، "عنف ومحبة" - الهيئة العامة للكتاب - مكتبة الأسرة 2004، "كانِ لازم نرقصها سوا" دار ميريت للنشر. مدحت منير رائد من رواد قصيدة النثر العامية المصرية، حيث استطاع هو ورفاقه الراحل مجدى الجابرى ومحمود الحلوانى ومسعود شومان وحاتم مرعى، تطوير قصيدة العامية المصرية ونقلها نقلات سريعة بعيدا عن حصرها فى ما هو سياسى أو تحريضى، كما استطاعوا تقديم نص عامى جديد، وكونوا الرعيل الأول لهذه الكتابة ودافعوا عنها، لتحتل مكانها فى مقدمة الكتابات الشعرية الحديثة. الشاعر أشرف العنانى يرى شعر مدحت منير، فى مقال له، " قليل الكلام، يكتفى بالالتفاتة، بالومضة، بالإشراقة العابرة فى حضوره وغيابه"، ويرى أن هناك شيئين عليك أن لا تتخلى عنهما عند قراءة شعر مدحت منير هما الصبروالحذر. "المشهد" يقدم ثلاثة نصوص جديدة للشاعر المصرى مدحت منير: "رسماية صيف" هافترض بنت بتمشى على الرمله وتراقب ضرباتى بلهفه هافترض فى الناحيه التانيه شط بعيد ونخيل وقمر مستنى لوحده
هافترض فى السما طيور مهاجره بتغير صفوفها فوق دماغى لحظة غروب الشمس هافترض شباك خشب وحيطان أكلها الملح وذكريات ودموع قديمه واجدف بس أنتو كمان ياصحابى محتاج منكم تفترضوا البحر
"بهدوء" خلينا نتفاهم فى حاجات تتناسب أكتر مع المرايا اللى قدرنا نوصل لها فى المحطة الأخيرة مثلا أنت محتاج تشوف نفسك حاطط أيدك فى جيبك وبتتصرف بهدوء فى شئون العالم أنا وجع أفتراضى يليق بشعب مهذب بيقطع الطريق بسرعة قبل مايقطعه السيل
حاول تتأمل أكتر فى الطريقة اللى تخليك تقدر تحقق معناك بسهولة فى الأوضه الضلمة بعدها ممكن تدور وشك للستارة القطيفة وأنت بتقطع تاريخ سرى لنعمة النسيان
وجه صوابعك بسرعة فرغهم دفعة واحدة علشان نلحق نكمل الوردة بسلام على السجادة القديمة خلينا نتكسر سوا فى وداعة الأصنام علشان نتحول
"باتفرج على روحى" لو كنت مسكت ضلوعي بشدة وسقطت على الأرض بعنف أقل لو كان فضل الشارع على حاله و مافيش ولا واحد بص لى وأتصعب أو كنت قدرت أوقع وردة من العروة وخرجت من الكاميرا بلطف أو كنت فتحت الشباك على نسمة صيف وصرفت القلب ف موجة بحر مش كان أكرم للمشهد رعشة أو همسة مزيكا غريبة تحوم على غصن أو نظرة صمت على سحابة .......... مش كان أكرم