أكد الشاعر الكبير جمال بخيت أن الشعراء لم يعبروا عن انتصارات أكتوبر كما ينبغي، وما ظهر من أشعار كان أغلبه لمنافقين قزموا حرب أكتوبر واختصروها في ضربة جوية، وهذا ليس على صعيد الشعر فقط، وإنما امتد للكثير من الأعمال السينيمائية. وأضاف أنه لأول مرة يستقبل ذكرى نصر أكتوبر هذا العام بشكل مختلف تمامًا في ظل ثورة يناير العظيمة، وفي ظل عهد جديد من الحرية والديمقراطية، وقال"أعتقد أن الوقت حان لكتابة تاريخ أكتوبر من جديد، لأن ما كتب عن أكتوبر كان مشوهًا عبر ثلاثين عامًا، لأننا اليوم رأينا أبطالاً ممن صنعوا الحرب لم نكن نعرفهم من قبل"، وبدأ الحديث عن الفريق سعد الدين الشاذلي والرئيس الراحل أنور السادات والمشير أبو غزالة والفريق أحمد إسماعيل وغيرهم وهم أبطال حقيقيون لحرب أكتوبر، وأكمل في حزن كبير"للأسف اختزل نصر أكتوبر طوال السنوات الفائتة في شخص واحد، واليوم أعيد الإنصاف للجيش المصري العظيم وأبطاله وأعيدت ذكرى أكتوبر للتاريخ بشكلها الصحيح". وعن أثر ثورة يناير على المشهد الشعري، قال بخيت "لقد اختلف المشهد الشعري اختلافًا تامًا عن الماضي، وانتقل الشعر من حالة الكآبة التي كانت تسيطر عليه بسبب حالات القهر والاستبداد والظلم التي كنا نحياها إلى حالة أخرى من التأمل والتشكيل، والواقع ما زال يأتي بالجديد والأوضاع لم تستقر بعد، وأعتقد أنه بعد فترة سوف يأتي الشعر بجديده الذي يعبر عن المرحلة بدقة، وكل ما أعرفه أن شعرنا سوف يخلو من نغمة الكآبة بعد ذلك". كما أكد بخيت أن ما يقال من وجود فجوة بين أجيال الشعراء أو بين الجيل السابق والجيل الحالي لا توجد من الأساس، ولا أرى هذه الفجوة وتجربتي تنفي ذلك، ولقد استفدت ممن سبقوني في مجال الشعر، وكتب عني الشعراء الكبار وكتبت أنا عن الشعراء الجدد، والشاعر الكبير سيد حجاب كان يكتب في مقاله بجريدة "القاهرة" عن الشعراء الجدد، حتى إن لم يقف الشاعر الكبير بجانب الشاعر الجديد فلن يقف ضده"، وعن حالة التجديد في الشعر قال بخيت "كل جديد يفرض نفسه بحكم الزمن، وصراع التيارات موجود ولن ينتهي ولن يلغي تيار تيارًا آخر، فشعر التفعيلة مثلا لم يلغ الشعر العمودي وهكذا، ونحن سعداء الحظ، ففي السنوات الأخيرة حدثت طفرة كبيرة في النشر وأصبح المشهد يستوعب كل الشعراء والجيد يفرض نفسه على الجميع". وأشار إلى أن مسابقة " شاعر الحرية" التي تقام بالعاصمة القطرية الدوحة قد أنهت مرحلتها الأولى باختيار 12 شاعرًا من الشعراء العرب الذين تقدموا للمسابقة وسوف تعلن النتيجة أواخر شهر أكتوبرلاختيار ثلاثة من الشعراء للفوز بجائزة "شاعر الحرية". وحول رأيه في الأشعار التى تقدمت للمسابقة وبما تميزت، قال بخيت "لقد استمتعت بما قرأت من شعر لشعراء كان كل هدفهم أثناء الكتابة لم شمل الوطن العربي، وعبروا بالشعر عن الروح العالية والفرحة الغامرة بثورات الربيع العربي التي ظهرت من خلال قصائدهم، ولقد أعطتني المسابقة فرصة لقراءة شعر شعراء حقيقيين من مصر والوطن العربي بعيدين تمامًا عن المشهد الإعلامي". وفي النهاية قال الشاعر الكبير جمال بخيت إنه بصدد إصدار ديوان جديد بعنوان "دين أبوهم".