نظم بيت الشعر العربي مساء أمس -الأحد- بمركز إبداع الست وسيلة أمسية شعرية وفنية احتفالا بالذكرى ال79 لرحيل أمير الشعراء أحمد شوقي، طالب الحضور خلالها بإقامة تمثال لشوقى فى بهو بيت الشعر. بدأت الأمسية التى أدارها الشاعر السماح عبد الله بكلمة للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى – رئيس بيت الشعر- عرّج خلالها على مواقف من حياة أمير الشعراء" 1868م-1932م" وعلاقته بالقصر والمنفى. وألقى الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة رائعة شوقى "بعد المنفى" مُلمِحاً إلى ملابسات إنشاء القصيدة، وأنها كُتِبَت بعد عودته من منفاه فى الأندلس مابين عامى 1915-1918 ، حيث نفى شوقى هناك، ثمّ ألقى الشاعر محمد محمد الشهاوى قصيدته "عنقود حب لصاحب الكرمة" مهداة إلى شوقى أمير الشعراء. وبدأت الفقرة الفنية بآداء غنائى على أنغام العود للفنان الدكتور خالد عبدالغفار مقدّماً أغنيات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب التى كتبها شوقى "مُضناك- سجى الليل". بعدها قدّم الفنانون: هناء عبد الفتاح، وخليل مرسي، رباب، وخالد الذهبي، فصولاً من مسرح شوقى الشعرى تضمنت مشاهد من مسرحيات "مصرع كليوباترا، والبخيلة، ومجنون ليلى". جدير بالذكر أنّ أحمد شوقى نشأ فى كنف الأسرة الخديوية، حيث كانت تعمل جدّته لأمه – وصيفة- والتحق بمكتب لتحفيظ القرآن الكريم فى سن الرابعة، وما إن بلغ الخامسة عشرة حتى التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية ومنها إلى مدرسة الحقوق. وأغدق عليه توفيق –خديوى مصر- فابتعثه إلى باريس ليدرس الترجمة ويستكمل دراسة الحقوق، فالتقى هناك بالأمير "شكيب أرسلان" الذى لازمه لعدة سنوات وكان له الفضل فى اختيار اسم مجموعته الشعرية، حين اقترح عليه أن يطلق عليها "الشوقيات"، ولمّا كان قلب شوقى قد تعلق بالحياة المترفة فقد عاد إلى مصر ليكمل ما بدأه من ارتباط بالقصر والمتعاقبين على "الأريكة" من السلالة العلوية. ويظلم الكثيرون شوقى حينما يصفونه بأنه شاعر القصر وأنه كتب فقط ليمتدح الأسرة الخديوية، فهناك الكثير جداً من قصائده التى اشتبك فيها مع همّ الوطن والتحم بالحرافيش والبسطاء ناطقاً بلسانهم، معبراً عن همومهم ومتطلعاً لتحقيق أمانيهم، فكان شعره بمثابة صفحة مسطورة دوّن فيها كلّ الأحداث التى مرت بها البلاد. كتب شوقى ما يناهز 25 ألف بيت من الشعر، وهو مالم يتحقق لشاعر عربى – إطلاقاً- سيان فى ذلك من سبقه او اللاحقين عليه، ولأنّ الرياح تأتى دائماً بغير ما تشتهى السفن فقد لحق بشوقى ما لحقه من هوان حين نفى إلى الأندلس إبّان وفاة الخديوى عباس. ولم يكن شوقى شاعراً يكتب الفصيح فحسب، بل كتب الشعر بالعامية بنفس الطلاوة التى كتب بها فصيحَه، وكتب النثر والمسرح الشعرى والقصص القصيرة وكتب للأطفال، ولَكَم شدا بروائعه العملاقان محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وكما ولدَ شوقى فى أكتوبر فارق دنيانا – أيضاً- فى أكتوبر بعد 64 عاماً لم تكن – فقط - حافلة بالعطاء والإبداع، بل كانت حُبْلَى – أيضاً – بالوقائع والأحداث.