أكدت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن قرار ألمانيا تزويد السعودية بأسلحة حديثة " قرار تاريخي"، يعكس تحولا في السياسة الألمانية. واعتبرت المجلة القرار تحولا عن السياسة الخارجية الحذرة التي تتبعها برلين منذ عقود في الشرق الأوسط، معتبرة أن الصفقة العسكرية الألمانية للرياض والتي تتضمن توريد 270 دبابة حديثة قد تكون بداية جديدة نحو العدول عن رفض بيع ألمانيا أسلحة للمناطق الملتهبة. وأشارت المجلة إلى تصاعد رفض تلك الصفقة في أوساط المحافظين الألمان الذين عبروا عن استيائهم ومعارضتهم له، حيث طالب وزير الدفاع السابق فولكر روهي بضرورة "وقف تلك الصفقة". وحذرت هورست تلتشيك مستشارة السياسة الخارجية السابقة من أن المنطقة "غير مستقرة" مضيفة أن "الوضع السياسي الحالي يلزم برفض هذا القرار"، وجاء الكلام نفسه على لسان روبرشت بولينز رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الألماني. وشددت المجلة على أنه بتحليل القرار الألماني يتضح عدد من النقاط التي تبرز في السياسة الخارجية الجديدة التي تتبعها ميركل، فبالإضافة إلى الفائدة الاقتصادية التي ستعود على ألمانيا من بيع المعدات الجديدة للسعودية نجد أن الصفقة تصب في صالح إسرائيل، فقبل الطلب الرسمي أخذت الحكومة الألمانية رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك عودي أراد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، اللذين أكدا أنه لا يوجد اعتراض من جانب إسرائيل على الصفقة التي ستجعل السعودية قوة مكافئة وموازنة لإيران. وكانت المستشارة الألمانية ميركل وافقت في 27 يونيو الماضي على قرار بتوريد أكثر من 200 دبابة ألمانية حديثة من طراز( ليوبارد (2A7+إلى المملكة العربية السعودية لتكون تلك المرة الأولى التي تزود فيها ألمانيا حكومة عربية تحتل مرتبة ديمقراطية شديدة التدني- بالأسلحة الثقيلة. وتبلغ قيمة الصفقة 5 مليارات يورو – أي ما يعادل 6.9 مليار دولار- وتتضمن الصيانة والضمان والتدريب وليس فقط مجرد بيع الدبابات.