عثرت إحدى الشركات المسؤولة عن توصيل الغاز الطبيعى لمنطقة عين الصيرة بحى مصر القديمة بجنوب القاهرة، على نفق أمام بلوك رقم 43 أثناء الحفر لتوصيل الغاز للمساكن هناك. قال شهود العيان من الأهالى إن النفق يبدأ على عمق حوالى 15 مترًا وفى مقدمته يوجد قبو كبير على شكل عيون الصيرة ويمتد إلى مكان واتجاه غير معلومين، فيما قامت الشركة بردم النفق بمخلفات هدم من مناطق مختلفة حتى تتمكن من استكمال عمليات الحفر اللازم لتوصيل الغاز وإتمام عملها دون النظر لأي خلفيات يمكن أن تكون وراء هذا النفق. ومن جانبه، علق الدكتور البهى عيسوى - الخبير الجيولوجي ورئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق - قائلاً: "تمتلئ منطقة عين الصيرة بالأنفاق التى استخدمها عمرو بن العاص لتحويل المياه ونقلها من النيل لمعسكرات "العسكر"، حيث كان من الصعب نقل المياه من النيل لهم"، ولعدم احتواء هذا النفق على أي مياه وأنه موجود فوق سطحها، يؤكد عيسوى أن النفق يعتبر من الآثار فى تلك المنطقة وقد يحوى أسرارًا مهمة عن هذه الفترة ذات الأهمية من تاريخ مصر، حيث كانت هناك نقطة البداية لأول لبنة من القاهرة. وأشار إلى أنه ربما يكون هذا النفق مرتبط بالفالق الذى يقع بمواجهة بركة عين الصيرة، حيث يرى الناظر أن هناك كسرًا فى جبل المقطم أمام البركة كان هو السبب وراء تكوينها، لافتًا إلى أن الخطأ الكبير الذى وقعت فيه الشركة عدم إلقاء الأمر إلى مسؤولى الآثار لتتولى أمر التعرف على ما يخفيه هذا النفق من أسرار مصر العتيقة - الاسم القديم للقاهرة - التى تعرضت فى هذا المكان لأكثر من حدث وتم بناؤها هناك أكثر من مرة وامتدت فيما بعد وكونت القاهرة.