الدوحة، دولة قطر – 20 ابريل 2013- شهدت العاصمة القطرية الدوحة إطلاق معهد دراسات البنية التحتية، وهو مؤسسة غير ربحية تهدف إلى أن تصبح المركز العالمي للتميز في تمويل وتقييم المخاطر وإدارة المشاريع الكبرى المعقدة في قطاع البنية التحتية. يتخذ معهد دراسات البنية التحتية، المركز الدولي للأبحاث والدراسات في المملكة المتحدة والشرق الأوسط، من الدوحةولندن مقراً له، وقامت بإنشائه شركة "بريتيش كونسلتنغ" البريطانية الرائدة في تسليم مشاريع البنية التحتية، ويحظى بدعم هيئة مركز قطر للمال. حضر احتفالية تدشين المعهد كل من سعادة سفير المملكة المتحدة في الدوحة السيد "مايكل أونيل"، وسعادة عمدة لندن السيد "بوريس جونسون"، بمشاركة ما يزيد على خمسين شخصية من كبار المسؤولين في قطر ولندن، إضافة إلى أعضاء من مجتمع المال، ومجموعة من الشخصيات الفاعلة في الدوائر الحكومية بمنطقة الخليج. وأعربت جهات عديدة عن اهتمامها البالغ بدعم هذه المؤسسة غير الربحية في خطتها الأولية التي تتبناها على مدى خمس سنوات، وتهدف إلى طرح الأبحاث والأفكار المبتكرة في مجال تقييم وإدارة المخاطر المصاحبة لبرامج كبرى في مشاريع البنية التحتية المعقدة. وقال السيد "ايان كينيدي"، المؤسس المشارك ومدير المعهد: " يتناول المعهد مشاريع البنية التحتية الضخمة والمعقدة مثل منظومات النقل العام والشحن والموانئ والبنى التحتية للمرافق الاجتماعية والملاعب، ونتطلع للعمل مع الحكومات والمؤسسات المالية والشركات القائمة على مشاريع البنية التحتية المعقدة لتطوير حلول عملية تتعاطى مع تمويل وإدارة هذه الفئة من الأصول التي تشهد إقبالاً متزايداً. وحتى الآن لم تركّز أية مؤسسة مستقلة بشكل حصري على بحث مشاكل تسليم وتقييم مخاطر وتمويل مشاريع البنية التحتية، بهدف تطوير منهجيات عملية جديدة." وفي ضوء استضافتها المشتركة للمعهد إلى جانب لندن؛ ترسخ الدوحة مكانتها باعتبارها "واشنطن الشرق الأوسط" في مجال تمويل مشاريع البنية التحتية، كما تعد في وضعية جيدة تؤهلها لتحقيق استفادة خاصة من الأبحاث، وتمتاز قطر بموقعها على مقربة من عدد كبير من المشاريع ضمن برنامج أكبر من مشاريع البنى التحتية التي تدعمها حكومات المنطقة، بينما خصصت الحكومة القطرية 40% من ميزانيتها من الآن وحتى 2016 لتمويل سلسلة من المشاريع الضخمة، من بينها 5.5 مليار دولار لتمويل إنشاء ميناء بحري عميق، وعشرين مليار دولار لإنشاء شبكة طرق، إضافة إلى 17.5 مليار دولار لبناء المطار الجديد، ومن المقرر أيضاً بناء مترو الدوحة الذي سيربط الاستادات التي تستضيف منافسات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بتكلفة تصل إلى 36 مليار دولار، فضلاً عن شبكة لسكك الحديد بطول 490 كم (305) ميل والذي سيربط المملكة العربية السعودية بالبحرين مروراً بقطر كجزء من شبكة إقليمية جرى التخطيط لها. أضاف "كينيدي" أن الحكومات حول العالم قد تبنت الفكرة التي تفيد بأن الاستثمار في البنية التحتية يعد السياسة الوحيدة الأكثر فعالية والمتاحة أمامها لتحفيز اقتصاداتها، وقال : " بالرغم من أن النفقات المقترحة لإنشاء مشاريع البنية التحتية في العالم خلال السبعة عشر عاماً المقبلة تقدر ما بين 50-70 تريليون دولار؛ إلا أنها ستواجه عقبات هائلة في توفير التمويل اللازم، حيث أصبح المستثمرون أكثر تجنباً للمخاطر في مواجهة التأخر المكلف في تسليم المشاريع، الأمر الذي يعوق تحقيق الأهداف الاجتماعية المرجوة من وراء إقامة هذه المشاريع". يقدم المعهد أبحاثاً أصلية ودراسات معتمدة وفعاليات المؤتمرات وورش العمل، إضافة إلى مركز/ مكتبة البيانات التي ستمثل نقطة مرجعية عالمية. وسيكون مقر المكونات الأساسية للمعهد من مكتبة وفريق بحث في الدوحة ضمن هيئة مركز قطر للمال. ومن المقرر أن تزوّد قاعدة بيانات المعهد لمعلومات المشاريع كلاً من المستثمرين والمقرضين وشركات التأمين بمنهج جديد وملائم لتقييم المخاطر، كما سيعمل على رصد ونشر تقارير عن التوجهات المستجدة في التمويل وإدارة البرامج وأداء المشروع. من جانبه قال "أنتوني هولمز"، رئيس مجلس إدارة شركة "بريتيش كونسلتنغ" والمؤسس المشارك لمعهد دراسات البنية التحتية مع "ايان كينيدي": " تمثل العقبات المالية والمخاطر المفاجئة مزيجاً غير جذاب لإتمام أي مشروع، وقد أخفق التفكير التقليدي في مجال البنية التحتية في توفير حلول ناجعة لمثل هذه المشكلات؛ وبالتالي فإن الحكومات والقائمين على المشاريع من القطاع العام ومستثمري القطاع الخاص بحاجة إلى مصدر مستقل وموثوق للمعلومات على قدر كبير من الخبرة لتقييم المشاريع المعقدة. وسيقدم المعهد خدماته للأكاديميين والعاملين في مجال تمويل وتطوير وتسليم مشاريع البنية التحتية". من جهته أعرب عمدة لندن عن دعمه الكامل للمعهد في إطار زيارته الحالية للمنطقة، بهدف تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين عاصمة المملكة المتحدة من جهة ودولة قطر وغيرها من الأسواق الأساسية في الشرق الوسط من جهة أخرى، وقال : " يعد ميلاد معهد دراسات البنية التحتية مثالاً رائعاً على مجالات التعاون بين الدوحةولندن من أجل تحقيق أهداف مشتركة عبر تبادل المعارف والخبرات الصناعية، وسوف تلقى الترحيب الشديد من جانبنا أية منظمة تستطيع تقديم الرؤية والدراية العملية عن كيفية خفض التكاليف، والتسريع في إنجاز المشاريع المميزة، ولذلك يسرني أن أعبر عن أطيب أمنياتي بكل التوفيق لجميع أعضاء "بريتيش كونسلتنغ" في طرحهم لهذه المبادرة الجديدة الرائعة".