في مناخ التحرر الجديد السائد حاليا في مصر انتشرت رسوم جدارية بأشكال وأحجام مختلفة كانت قد بدأت تظهر خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. الرسوم التي تزين الجدران في العديد من أحياء العاصمة المصرية تدعو إلى السلام والحريات المدنية، ويستخدم الفنانون العديد من أساليب وطرق الرسم بعضها تقليدي والبعض الآخر مبتكر. انتشرت رسوم الشارع بسرعة فائقة لدرجة أن معرض تاوسن هاوس للفنون نظم معرضا لأعمال بعض فناني هذا المجال. أكدت ثريا موريف - أمينة المعرض- أن رسوم الجدران كانت موجودة في مصر قبل الثورة لكنها انتشرت على نطاق واسع بعد الاطاحة بنظام الحكم السابق. مع بدء انتشار الرسوم على الجدران زاد الطلب على الألوان الأحمر والأبيض والأسود التي يتكون منها العلم المصري الذي انطلق مئات من أبناء الجيل الجديد يرسمونه على الجدران وواجهات المباني وأسوار المدارس وأرصفة الشوارع وأعمدة الانارة وحتى على جذوع الاشجار، وألهم ذلك منظمة "ماستر بيس" غير الحكومية التي أطلقت مبادرة لاستخدام رسوم الشارع من أجل إبقاء قيم الثورة حية في الوجدان في إطار مشروع "القاهرة .. قرية السلام." شارك في المبادرة التي استمرت أسبوعا زهاء 100 متطوع زينوا برسومهم سور مقر وزارة الزراعة بحي الدقي في القاهرة. قالت رغدة الحلواني العضو في "ماستر بيس" ومنسقة المبادرة "إحنا عشنا في التحرير حالة من السلام لمدة 18 يومًا، كلنا غنينا وحلمنا ورقصنا وقلنا شعر كلنا مع بعض من أجل هدف واحد، احنا عايزين القيمة دي تبقى موجودة كل يوم في حياتنا. فقلنا ان احنا عايزين نعمل مبادرة لمدة أسبوع أن احنا نعيش الحالة دي تاني وكل واحد يرجع لبيته ومعه القيمة دي.. في المجتمع.. مع نفسه.. مع جيرانه وللبيئة.. كل يوم." ترتبط منظمة "ماستر بيس" بشراكة مع ناشطين في مدينة أوتريخت الهولندية، وأطلقت مشروعا اجتماعيا في أبريل هذا العام.