ما يحدث في سوريا خرج عن الحلم والمطلب الشعبي السوري بتخليص البلاد من حكم مستبد، والانتقال الى بلد ديمقراطي، الى حالة من تدمير منظم ومخطط لسوريا الارض والحجر وقبلهم البشر، وهو ما يخدم العدو المحتل، ويحقق مصالح اسرائيل، بتوافق غربي أمريكي وروسي. ويخشى سوريون من أن يتحول ربيع سوريا الة ربيع مصر، وربيع ليبيل وتونس، ليأتي من يحطم كل أحلام البشر والحدر أيضا، وتغوص البلاد في حالى من الطائفية والصراع من أجل "كراسي الحكم" والحكم فقط، وتدخل سوريا في مستقبل مجهول لا يعرف مصيره أحد حتى هذه اللحظة. المؤكد أن الأطراف الخارجية تسير بشكل منهجي لإطالة فترة الصراع، لمزيد من التدمير لتخرج سوريا أطلالا، وهيكلا "عظيما"، وتفريغ كل المدن والقرى والشوارع والحواري، والبيوت من مضمونها، ولتبقى سوريا بلا روح ومجرد شبح، يبحث عن مجرد خيط نحو طريق المجهول. وليس لدىّ أدنى شك في أن ما يجري في سوريا من تدمير ودمار، يتم بأيادي الحكم والنظام السابق، وبأيدي الأسد ونظامه، والذي تلطخت أياديهم بدماء الأطفال، والنساء والعجزة، وأسفر عن جيش من الأرامل واليتامي، وليست أيادي وأصابع أطراف خارجية ببعيده عما يجري في سوريا. والأيادي هنا عديدة ومتنوعة بين أفعال ومشاركة ضد الشعب، ومنها أيادي اقليمية، تدعم طرف ضد آخر، وليست أصابع الولاياتالمتحدة الأميركية، وروسيا ببعيدة عما يجري في سوريا، والهدف الجميع واحد، هو تفريغ سوريا، والوصول الى بها نموذج العراق، أو "بغدادتت سوريا"، اذا جاز التعبير. النهاية أضحت معروفة في سوريا سيذهب الأسد، إن آجلا أو عاجلا، ويبقى للنظام لنظام الاسد أصابع وجيوب في كل مكان، وتدخل سوريا، كما أراد لها الأمريكان، أن تتحول الى طائفية، وتبقى التصريحات الأميركية والغربية وحتى الروسية ضد هذا المسار مجرد كلام. وفي النهاية ستحقق مفردات المخطط الأمريكي، بإخال سوريا في صراع داخلي دائم، في ظل "حماقة من الأسد ونظامه" الذي لك يستوعب الدرس، وإنخرط بتغرير من حوله في حرب ضد شعبه، بينما أضاع على سوريا وشعبها وعلى نفسه فرصة الإصلاح السياسي، وتحقيق تجربة جديدة، من رئيس شاب، هو الأصغر حتى الآن بين رؤساء دول الربيع العربي، وكان من الممكن أن يكون مختلفا. وجرى وما يجري في سوريا يتم في ظل مواقف عربية منقسمة، ومطامح من دول خليجية لابعاد أنظمة تمثل قلقا عليها، بغض النظر عن من هو "الضحية" سواء كان الشعب السوري ودمائه، أو غيره، بل الجميع إتفق تحت غلفة متعمدة من جميع الأطراف على خدمة إسرائيل بإستكمال الحزام الأمنى لها، وتحييد مواقف كل دول المحيط بإسرائيل. وليس لدىّ أدنى شك في أن الجميع متهم ومشارك في دماء سوريا والسوريين، لمصالح ليس من بينها مصالح المشردين السوريين، فلا النظتام معنى بشعبه، وشاغلة الشاغل، الحفاظ على رأس النظام وحاشيته، حتى أخر رجل في سوريا، وليس على الاطلاق تحرير الجولان وتحقيق السلام. وعلى الجانب الأخر فان المعارضة السورية، تبحث عن الكرسي، الا أن حتى هذا الحلم، سييتتبعه دماء بين أخوة معارضة اليوم أعجاء الغد، وتجربة العراق وليبيا ليست ببعيدة، وفي النهاية تحارب كل الأطراف لخدمة الأطراف الخارجية، لتوفير الغطار الأمني وتدمير سوريا من أجل العدو المتهلف الى حرق الارض والبحر. وستظل الأطراف العربية والاقليمية تلتهم الطعم قعة قطعة جتى تعلق "السنارة" من القلب في الحلق.