غادر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف مقر المجلس قبل قليل وسط حالة من الغضب بين المعلمين الذين حاولوا الحصول على وعد منه بحل مشاكلهم، ومنحوه مهلة لم يلتزم بها. وخرج شرف من مجلس الوزراء بعد أن انتهى من لقاء بوفد وزارة التربية والتعليم، تقرر خلاله إرجاء عرض المذكرة العاجلة التى أعدها رئيس قطاع خدمات المواطنين بالمجلس ماهر شمس لعرضها على الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء غدا الأحد. وفور علمهم بنية المعلمين الدخول إلى مقر المجلس بعد 25 دقيقة قررت إدارة الأمن بقيادة محمد عصمت واللواء أمين غانم تأمين عملية خروج رئيس الوزراء من مكتبه إلى الشارع، فتم الاتفاق مع قائد قوات الجيش الموجودة بالمجلس على إجراء عملية تمويه على المعلمين، تتلخص فى وقوف عشرات من أفراد الأمن من الجانبين على البوابات الرئيسية للمجلس والتى تدخل منها السيارات، ثم بعدها بدقيقتين يتم خروج موكب رئيس الوزراء دون شرف، ليظن المعلمون أن شرف يغادر المجلس فيلتفون حول السيارات، في حين كانت تنتظر شرف سيارة أخرى من جراج المجلس الذى يقع فى عمارة العرائس بشارع قصر العيني أمام البوابة المخصصة لخروج وكلاء الوزارة ومعه حارسه الشخصي، وبالفعل شوهد عصام شرف يخرج من هذه البوابة، وشاهده الأهالى القاطنون فى العقارات المواجهة للمجلس وهو يدخل إلى سيارة فضية اللون مغادرًا بصحبة حارسه الشخصى فقط. وأثناء خروج الموكب الوهمي، قام الحرس بتفريق المتظاهرين أمام البوابة حيث قاموا بضرب محمد عبدالحافظ محمد مدرس بمدرسة محمد حسنى مبارك الابتدائية إدارة حلوان التعليمية مما أدى إلى كسر فى ذراعه وكدمات فى مناطق متفرقة من جسده وانطلقت السيارات بسرعة شديدة وقام المتظاهرون بالهجوم على البوابات وطلبوا لزميلهم الإسعاف التي نقلته لمستشفى المنيرة. وتجمع المتظاهرون حول السيارة وارادوا تحطيمها لولا تدخل العقلاء منهم. وقبل خروج شرف بعشر دقائق قد جاء منسق حركة كفاية السابق جورج اسحق بعروض للحل من قبل شرف، لكن المتظاهرين المعتصمين أخذوا منه الميكرفون وقاموا بطرده.