فى مقال تحليلي له بمجلة "فورين آفيرز" ، أكد دانيال كيرتز، السفير الأمريكي السابق لإسرائيل والباحث الزائر بجامعة يرنستون وودرو للشئون العامة والدولية، أن اقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة لا يهدد العلاقات المصرية الإسرائيلية فقط، بل يجعل من الصعب على الشعب المصري التحول إلى الديمقراطية، كما أشار إلى ان تذبذب موقف المجلس الاعلى للقوات المسلحة يثير السياسة الشعبوية المتطرفة. واعتبر كيرتز أن ماوقع من أحداث شغب لا يمثل ظاهرة جديدة وإنما نتاج لمشكلات كانت موجودة منذ فترة طويلة، وهى تعبر عن الفجوة بين وجهات نظر قادة المنطقة ومواقف الشارع العربي، كما أرجع كيرتز هذا الاحتقان الى السياسات الخاطئة التى اتبعها الرئيس المصري السابق حسني مبارك طيلة ال 30 عاما من قانون طوارئ وفساد والسماح بمعاداة اسرائيل سواء فى وسائل الاعلام أو الاعمال الدرامية. وقال كيرتز أنه على الرغم من أن انتفاضة ميدان التحرير ليست لها علاقة مع اسرائيل، الا أن جزء كبيرا من الشعب المصري يرى إسرائيل العدو رقم واحد، وبالتالي سوف تكون علاقة مصر بها على رأس أولويات سياستها الخارجية. وانتقد كيرتزالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقال إنه شارك في مسؤولية تصاعد النقد اللاذع ضد إسرائيل في الأسابيع الماضية، كما انه لم يظهر حزمه المطلوب لممارسة سلطته بصورة ناجحة، ودلل كيرتز على ذلك بسماح المجلس الاعلى للقوات المسلحة بظهور جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية كحزبه المفضل والذى يمثل القضايا الرئيسية للحكومة، وبطئه فى محاكمة رموز النظام الفاسد مما يجعل الشارع المصري يستشيط غضبا، كما انتقد كيرتز تسامح المجلس وتهاونه فى العنف والممارسات الغوغائية التى يقوم بها البعض. وحذر كيرتز من الأوضاع فى سيناء بسبب انهيار القانون وقال ان البدو مستعدين لبيع تعاونهم لمن يدفع أكثر واستشهد بتكرار حوادث تفجير خط انابيب الغاز المصري الموصل لاسرائيل ولا تفعل السلطات المصرية أى شئ يذكر لمنع ذلك. وطالب كيرتز فى نهاية مقاله أن يعمل المجلس الاعلى للقوات المسلحة والمدنيين بشكل وثيق مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة لتهيئة الظروف لاستئناف عملية سلام جادة بين الاسرائيليين والفلسطينيين والجلوس والعمل على حل المشاكل الصعبة التي تفرق بينهما. كما ناشد المجلس العسكري أن يضع خطا فاصلا بين حرية التعبير والسلوكيات العنيفة التى ينعدم فيها القانون ومع ذلك شدد على عدم الرجوع الى قانون الطوارئ الذى يمنح الشرطة سلطة غير محدودة للقضاء على المعارضة. واشار كيرتز الى انه ينبغي أن يفرض المجلس سيادة القانون وأن يسمح للقوى المعارضة ان تعبر عن رأيها فى معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ولكن دون المساس بها لانها ستظل حاسمة. وقال كيرتز :" يتعين على السلطات المصرية استعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء، وضمان الأمن الداخلي وحماية الحدود هناك في مصر"، وفى النهاية اشار كيرتز الى ان نجاح الثورة المصرية يعتمد على التوفيق بين عدة قوى فى وقت واحد وذلك من خلال تعزيز ثقافة الديمقراطية وبناء مؤسسات وقواعد مجتمع ديمقراطي ، وذلك لإنتاج وظائف جيدة للشعب المصري ، واستقرار االوضع لأمني الإقليمي لمصر .