يفضل المواطن البلجيكى الانتقال من مكان إلى اخر بواسطة الدراجة لانها الاقل سعرا والأكثر سرعة، علاوة على أنها صديقة للبيئة من الطراز الاول. ويقدر عدد الدراجات التى تطوف يوميا شوارع بلجيكا ما يزيد على سبعة ملايين دراجة وهى بذلك تتفوق على عدد السيارات الذى لا يتجاوز ستة ملايين سيارة. وتشير الارقام إلى أن 69% من العائلات البلجيكية تمتلك دراجة واحدة على أقل تقدير موزعة على النحو الاتى :86% فى المنطفة الفلامنكية، و51% فى منطقة "فانولى" على الحدود مع ألمانيا وفرنسا، وتتضاءل هذه النسبة إلى 39% فى العاصمة بروكسل. والمواطن البلجيكى يأتى فى المرتبة الرابعة بعد الدانماركى والهولندي والسويدى من حيث استخدام الدراجات الهوائية. وتخصص الدولة ممرات خاصة يجعل التنقل في المدينة عبر الدراجات الهوائية ذو جاذبية ومتعة، من خلال تشييد طرق خاصة بها وبالمشاة، ولاتشترك أو تحاذي طرق الباصات والسيارات، وهي تتشابك وتتداخل مع الحدائق العامة والمساحات الخضراء والمناطق المفتوحة. وتشجيع الدولة لمواطنيها على استخدام الدراجات على حساب السيارات الخاصة له عدة أهداف أولها الحفاظ على البيئة، وكوسيلة لجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم الراغبين بالتنقل عن طريق الدراجات والتمتع بالطبيعة الخضراء والهدوء بلاضجيج. جدير بالذكر إن نسبة كبيرة من السائحين ترتاد سنويا بلجيكا بسبب ميزة الطرق الخاصة بالدراجات، وهذه النسبة مرشحة لان تتضاعف أكثر بعد الانتهاء من مشروع اصلاح الطرق الجارى تنفيذه الان. واستخدام الدراجة الهوائية أصبح تقليدا اجتماعيا، حتى أنه بات جزءا من الهوية الثقافية البلجيكية، ومن الطبيعي أن ترى أحدهم أو إحداهن بكامل أناقته أو أناقتها راكبة دراجتها الهوائية باتجاه حفل ما.! وهذا تقليد لا يستثى أحدا، فمن المألوف فى بلجيكا مشاهدة العديد من المسئولين الحكوميين، وهم يستخدمون درجاتهم الهوائية للذهاب إلى أماكن عملهم.