* تونس ابن حسين: حتى لو قبضوا على القاتل ستظل الماكينة السياسية بتضافرها مع الماكينة الدينية تنتجان الجريمة . النخبة في تونس لا تسعي سوي للمكاسب السياسية حتى موت بلعيد استغلوه ليوجهوا من خلاله التهم إلى بعضهم البعض . * البداية كتبت- إيمان عادل: ندد مثقفون تونسيون بحادثة اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد, ووصف الشاعر والمثقف التونسي "شوقي بن حسين" الواقعة بأنها كارثة أيقظت التونسيون على سلسلة من الذكريات الضبابية، معتبرا إياها كالطرقة التى جعلت التونسيون يمضون إلى أيامهم القادمة فى " دوار مؤلم". وأضاف صاحب ديوان «رؤى الليالي الباردة» للبداية أنه منذ أشهر والكيان التونسي يتصدع أركانه بالمزايدات من قبل النخب السياسية، التي انشغلت بالسعي وراء المصالح والمكاسب، غافلين عن توغل يد العنف الأصولي داخل المجتمع التونسي ليطبق بيده على رقاب المعارضين فى غفلة من الرقيب. وأشار إلى أن النظام الذي أنجب من قبل أطفال بورقيبه الذين أرهبوا الناس في الثمانينيات وهم يلبسون أقنعة رجال البوب، ونظام "بن على" الذي أطلق قناصته على الشعب، هو نفس النظام الذي أنتج سفاحو السلطة لينفذوا الاغتيالات السياسية، وفقا لسيناريوهات تخططها السلطة كأوراق تدفع للطاولة كحلول أخيرة. ووصف بن حسين قتلة شكري بلعيد بقاتل سوسة، الذي قتل 17 ضحية تونسية من أجل التسلية .مؤكدا أنه حتى لو قبضوا على القاتل ستظل الماكينة السياسية بتضافرها مع الماكينة الدينية تنتجان الجريمة . وأشار إلى أنه فى مساء اليوم الكئيب الذي اغتيل فيه شكري بلعيد، اغتيل أيضا الشرطي " لطفي الزار" وهو يحمي الممتلكات بعد أن انتشرت عصابات السطو والنهب في شوارع العاصمة, معتبرا هذا الخروج للجريمة هو جزء من منظومة الإفرازات الإجتماعية والإستغلال السئ للفقر من قبل الساسة والأصوليين . ووصف بن حسين النخب السياسية فى تونس بأنها لا تجيد سوي فنون المزايدات واللعب على سيناريو المصالح قائلا : النخبة السياسية لا يزايلها منطق ، كل شيء تهضمه عقولهم كمكاسب محتملة حتى الموت توظيفه بنفس الطريقة . لم أر فيهم رهبة، كالتي رأيتها لدى التونسي البسيط الذي يعرف شكري بلعيد من خلال الجرائد ونشرات الانباء، أما أصدقائه وأبناء عشيرته السياسية فانبروا الى عد من حضر الجنازة ودفع التهم لبعضهم البعض .. وأضاف أن ما حصل في جنازة شكري بلعيد من شغب ونهب وحرائق بدا جزءا من مسلسل اعتيادي، سلطة الترهيب التي تخرج رأسها كلما حاول ضمير الشعب أن يكون كله في كفة واحدة، وتشير ان كل شيء له ثمن باهظ فما بالك بغد مشرق؟ وعلى جانب الآخر قال المثقف التونسي "خضر سلامة " أنه لا مكان لابن رشد وسط هذه الأمية والأصولية العنيفة في تونس بعد اغتيال بلعيد، متسائلا : هل كان لزاماً أن يموت أحدنا، حتى نعرف أن أرخص ما في هذه الأمة، مثقفيها ومناضليها وشعراءها، أرخصهم الصادق مع وطنه... وطن كعاشق أبله، يحب من يعذبه، ويتعلق بالكاذب، ويمجد التاجر بدين أو بشعب؟. Tags: * شكرى بلعيد * تونس * اغتيال مصدر الخبر : البداية