بلغت الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة المتجددة رقما قياسيا جديدا في العام 2011 بعدما وصل الحجم الكلي لها 257 مليار دولار ، إلا ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحل في مركز متأخر في هذا القطاع بنسبة 2,1% بإجمالي 5,5 مليار دولار، من الحجم الكلي للاستثمارات الموجه للقطاع في العام المذكور، وذلك بحسب تقرير صدر مؤخرا حول توجهات الاستثمارات العالمية. وعلى الرغم من وفرة مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط والتي تؤهلها لتكون رائدة في قطاع الطاقة المتجددة – طاقتي الشمس والرياح على وجه الخصوص – إلا أن المناخ السياسي الغير مستقر في المنطقة أثر بشكل كبير على تطور القطاع.
ووفقا للتقرير، والذي صدر هذا العام بالتعاون ما بين برنامج الأممالمتحدة للبيئة ومدرسة فرانكفورت للإدارة والمالية، فمن ابرز العقبات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو ارتفاع أسعار بناء المحطات التي تتبنى هذا النوع من الطاقة. وأن الدول التي تجاوزت مرحلة الاضطرابات أو لم تتعرض لها كالإمارات والمغرب حققت تقدما كبيرا في القطاع.
وتأتي نتائج التقرير في وقت بدأ فيه العد التنازلي لافتتاح أحد أكبر وأقدم المعارض المتخصصة في قطاع الطاقة، معرض الشرق الأوسط للكهرباء، والذي يقام في الفترة ما بين 17-19 فبراير 2013، على أرض مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات.
من جهتها، أكدت إنفورما للمعارض، الجهة المنظمة لمعرض الشرق الأوسط للكهرباء، ثقتها بارتفاع حجم الاستثمارات المخصصة لقطاع الطاقة المتجددة، خاصة بعد الهبوط الذي شهدته في 2011، والتي انخفضت فيه الاستثمارات بنسبة 18% مقارنة بالعام 2010.
وقالت أنيتا ماثيوز، مديرة معرض الشرق الأوسط للكهرباء: "بحلول العام 2030، تشير التقديرات إلى أن ما نسبته 15.7% من الحجم الكلي للطاقة حول العام سيكون مستمدا من الطاقة المتجددة. مع انخفاض الاحتياط العالمي من المصادر الهيدروكربونية، بالإضافة إلى الجهود المكثفة لخلق بيئة مستدامة وخفض مستويات الكربون الضارة، تتوجه دول العالم بشكل متصاعد نحو الطاقة المتجددة".
وأضافت: "في الوقت الذي يتوجب فيه على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قطع طريق طويلة للالتحاق بباقي دول العالم من حيث الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة. فمما لا شك فيه أن الحكومات تقوم بإعادة النظر في استراتيجياتها وتتطلع لتعزيز حصصها في الطاقة المتجددة في المستقبل".
وتابعت: "على سبيل المثال، تقوم كل من الإمارات، الكويت، سلطنة عمان، مصر، الأردن والمغرب ببناء اكثر من عشر محطات للطاقة الشمسية، والتي تكلف مجتمعة 6.8 مليار دولار أمريكي، ونحن على ثقة من أنه سيتم الإعلان عن المزيد من المشاريع في المنطقة خلال الاشهر 12 القادمة".
ويدعم تصريحات ماثيوز قيام شركة إنفورما للمعارض بإطلاق معرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية، والذي يقام إلى جانب معرض الشرق الأوسط للكهرباء، والموجه بشكل خاص لقطاع الطاقة الشمسية والذي من المقرر له أن يصبح أكبر تجمع للعاملين في تكنولوجيا الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي وصلت فيه الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة لمستويات أعلى، تشير التوقعات لاستمرار هذا التوجه وتدعيمه، ووفقا لوكالة بلومبرج نيو إنرجي فاينانس، يتوقع أن تصل الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة إلى 395 مليار دولار بحلول العام 2020 وحوالي 460 مليار دولار مع العام 2030.