يعد دخول الطفل للمدرسة لبدء مشوار التعليم وبناء المستقبل أهم حدث يمر بحياته وبحياة اسرته، وبما أن الطفل الذي يعيش في أسرة مستقرة نفسيا وعاطفيا واجتماعيا يلقى الاهتمام والرعاية فإنه بحاجة لذلك وبشدة عندما يلتحق بالمدرسة؛ فهي بالنسبة له مغامرة شيقة وغامضة يغلفها الشعور بالخوف والرهبة لأنه سيبتعد لساعات عن بيته الحبيب وأهله، والخوف نابع من كونه يعتقد بأنه سيفقد ما يحيطه به أهله من رعاية واهتمام وحب، وهنا يأتي دور الأهل بالتعاون مع المدرسة لإزاحة هذا الإحساس وشد الطفل للإقبال على الدراسة بشوق ورغبة وحب وذلك لا يكون إلا بإعطائه ما يحتاجه من الرعاية والعناية والحماية من جميع النواحي لينشأ الطفل في بيئة صحية سليمة تخلق منه فردا ناجحاً يخدم مجتمعه .وقد يجابه الأهل بسيل من الاسئلة المحيرة مع الأطفال لماذا يجب أن أذهب إلى المدرسة ؟ لماذا لا تنقلوني من هذا الصف؟ أو أن يقول الطفل لوالدته لن أذهب إلا إذا أوصلتني أنت إلى المدرسة ؟ أو لماذا لا أظل معك اليوم في البيت أو أن يتمارض ويدعي المرض. استعداد مسبق تقول تمارا عمر الباحثة في شؤون الطفل والأسرة: يقع العبء على الوالدين في تأهيل الطفل لدخول المدرسة وجعله في أتم الاستعداد لها وكي لا يكره الطفل المدرسة مسبقا يجب عند تنشئة الأطفال ألا نفرط في حمايتهم وان نرفع أيدينا عنهم حتى تنطلق قدراتهم الطبيعية لأنهم مهما كانوا يظلون صغاراً في نظر آبائهم ولكن لديهم القدرة على مواجهة الحياة بما يملكون من قدرات حتى ولو كانت بسيطة وتعد الفترة من الميلاد حتى السنوات الخمس الأولى فترة تشكيل شخصية الطفل ونمط مواجهته للحياة، فإذا عودناه على مواجهة الآخرين والأماكن البعيدة والاعتماد على نفسه، فإن ذلك يظهر منذ أول لحظة لذهابه إلى المدرسة دور الأم أما دينا إبراهيم دكتورة علم نفس فتشير إلى أهم ما يجب أن تقوم به الأم إذا كان طفلها من النوع الذي يخاف الآخرين ويفزع إذا ترك وحده في المدرسة.. فمن الخطأ أن تلجأ إلى عقاب الطفل لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، وبدلا من العقاب يكون علاج المشكلة بذهاب الوالدين أو أحدهما معه إلى المدرسة من أول يوم ولمدة شهر، ويجلسان معه ثم يتواريان عن نظره بعض الوقت ويظهران بعد قليل حتى لا يشعر الطفل بعدم الأمان.ويجب أن يكون علاج هذه المشكلة برفق، فالطفل يجد نفسه في مبنى كبير وبين أطفال كثيرين في مثل سنه، ويتعامل مع مدرس أو مدرسة قد يحبه وقد يكرهه ولذا يجب أن تجري هذه النقلة في حياة الطفل بهدوء من دون انزعاج حتى لا يخاف الطفل ويبكي ويقول (أنا أكره المدرسة).وللأسرة، وخصوصا الأم، دور مهم حتى يمر هذا اليوم بسلام ويكون انطباع الطفل عنه ايجابيا. وحتى تجنب الطفل مشكلات هذا اليوم على الأم أن تمهد له الأمر قبل دخوله المدرسة بمدة كافية، كأن تتحدث معه كثيرا عن أهمية المدرسة والدراسة، وأن تشرح له أن المدرسة ستجعل منه شخصا مهما، وأنها مكان سيلعب فيه ويتعلم القراءة والكتابة والرسم، وتوضح له أن المدرسين يحبون تلاميذهم الذين لا يخافون من المدرسة. دور المدرسة ويؤكد جلال احمد موظف في إحدى الشركات على المدرسة ودورها في تحبيب الطفل للدراسة كأن تقوم إدارة المدرسة بطلاء المباني بألوان جميلة والاهتمام بالمساحات الخضراء والحدائق وتزيين الفصول والطرقات بالرسومات الجميلة حتى يشعر الطفل منذ اليوم الأول بالراحة. ولا بد أن يغلب على الأسبوع الأول من الدراسة الطابع الترفيهي من ألعاب رياضية، وحصص موسيقى ورسم وأن يحرص المدرسون على قضاء أول حصص مع الأطفال يتعرفون إليهم ويلاعبونهم . وفي هذه الحالة لن يشعر الطفل بالخوف، وإنما سيحب مدرسته ولن تساوره مخاوف الابتعاد عن المنزل أو يشعر أنه غريب وهو بعيد عن منزله وأسرته. نصيحة إن المدرسة هي المكان الأول التي سيتلقى فيها الطفل نقداً بناءً - ساعده بمزيج من الحزم والحنان على تقبل ذلك - كن دائماً قريباً من مدرسيه وأشعره بقوتك وتفهمك وقدرتك على حل مشاكله ربما يطلب منك ابنك مساعدته على كسر قوانين المدرسة أو أن تكذب لتغطية رغبته في الغياب أفهمه أن القوانين ليست دائماً محببة للنفس ولكن يجب الالتزام بها لأنها لصالحنا وإذا أحسست من أسئلة طفلك أنه يمارس نوعاً من التمرد أو التهرب من المدرسة يجب أن تتحدث بشأن ذلك مع الأخصائية بالمدرسة وتتابع الحلول التي يقدمها والأطفال تحت سن ثماني السنوات ليس لديهم القدرة على معرفة وتحديد المشكلة التي يعانون منها والتعبير عنها.