مع نسمات شهر رمضان المعظم تذكرت رحلتى منذ عامين لأداء العمرة بالاراضى المقدسة، وحفلت هذه الزيارة بالعديد من اللحظات الروحانية التى لا أظن أنها ستفارق مخيلتى يوماً ما، إلا أن إنشغالى الدائم بالتكنولوجيا والإتصالات جعلنى ألتقط ما يخصها خلال هذه شعائر هذه الزيارة. منذ اللحظة الاولى التى لمست فيها قدماى أرض مطار "الملك خالد" بمدينة جدة لفت إنتباهى هذا العدد الكبير من مندوبى شركات المحمول بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى "الأكشاك" التابعة لهذه الشركات والموجودة داخل مبنى المطار، وكيف أن مندوبيها المهرة يتهافتون لعرض سلعتهم ومميزاتها وعروض العمرة وخطوط الزائرين، وأذكر أن قرابة 95% من رفقاء رحلتى قاموا بشراء خطوط محمول تابعة للشركات السعودية..والبقية الباقية -وأنا منهم- آثرو إستخدام الخطوط التابعة للشركات العاملة فى وطننا مصر. ولا حظت أيضاً خلال رحلتى من مكة إلى المدينةالمنورة والتى قد تصل إلى 500 كيلو متر قطعها الباص بي أودية وجبال، كل هذه المسافة لم يشكو أحد من إنهيار الشبكات أو ضعفها، أو عدم القدرة على أداء مكالمات أو تصفح الإنترنت، كل ذلك رغم الإرتفاع الشديد فى درجات الحرارة وصعوبة التضاريس. الملاحظة الثالثة تختص بالتكاليف والفواتير، وكيف أن المهاتفات الصوتية وإستخدام باقات الإنترنت للخطوط المحمولة التابعة للمملكة العربية السعودية لم تتجاوز 50 دينار كحد أقصى خلال أسابيع الرحلة كلها - بما يوازى 100 جنيه مصرى تقريباً- تخيلوا معى حجم هذا الدخل إذا علمنا أن عدد المعتمرين والحجيج سنوياً يصل إلى 18 مليون شخص، على جانب آخر أضطررت أنا إلى دفع ثمن وطنيتى غالياً، وعمدت إلى جدولة فاتورة إستهلاكى والتى تخطت أضعاف أضعاف المبلغ السابق. تكرر نفس المشهد أمامى للمرة الثانية بمدينة شرم الشيخ منذ أسابيع خلال المؤتمر العالمى للاتصالات الذى نظمته مصر وحضره حشد كبير من كافة الدول العربية والافريقية والعالمية إضافة إلى ممثلى الاتحادات الدولية والأفريقية للاتصالات، وفى هذا الملتقى الكبير شكت "صفاء نصر الدين" رئيسة مرفق تنظيم الاتصالات بالمملكة الأردنية من عدم قدرتها على الحصول على شريحة لخط موبايل من الشركات العاملة فى السوق المصرية، وأرجعت ذلك لعدم تواجد مندوبين او منافذ للبيع وللشركات لا بالمطار ولا حتى بجوار أو داخل مركز المؤتمرات، أو بالفنادق التى تقيم بها البعثات، إلى الحد الذى أضطرها إلى الذهاب إلى سوق المدينة لمحاولة الحصول على خط موبايل مصرى. قديماً قالوا: "ضبط الشغل أهم من الشغل"، ونصحوا: "لا تفسد الطبخة من أجل ذرة ملح"، وهذا للأسف ما يحدث لدينا، أتمنى أن يتنبه المسئولين بهذه الشركات إلى أهمية توفير منافذ للبيع وخدمة الجمهور بالمطارات والفنادق، وأعتقد أن ذلك سيحقق دخلاً ملموساً ودعماً للقطاع السياحى..وكل عام وأنتم بخير. ##