تكتب : فيلم "حياة أو موت" 2016 آكشن ................... أحمد إبراهيم شاب فى أواخر الثلاثينات، إقترن بحبيبته منى بعد قصة حب شهد لها القاصى والدانى، إلا أن الخلافات سرعان ما دبت بينهما بعد أن أنجبا صغيرتهما ضحى، كان الإثنان يعملان بكد متواصل ليستطيعا العيش فى وضع مقبول نسبيا، إلا أن لوازم الصغيرة أصبحت عبئا عليهما ، بداية من البامبرز ومشاوير الدكاترة وهى رضيعة ،حتى مصاريف المدرسة والدروس الخصوصية حين إشتد عودها، فعرفت الخلافات الطريق إليهما، رغم الحب الكبير الذى ظل ينبض فى قلب كل منهما تجاه الآخر. ربما كان من الممكن أن تمر تلك المشاكل بسلام، لولا أن أحمد كان شخصا سريع الغضب، شديد الإنفعال، مما تسبب فى إرتفاع ضغط الدم لديه، ولطالما حذره الطبيب وشدد على زوجته أن توفر له جوا هادئا قدر ما تستطيع، خاصة وأن الأدوية التى كان من المفروض أن يتعاطاها أصبح الوصول إليها أصعب من وصول شنب النجعاوى إلى وجهه مرة أخرى بعد أن حرقوه غدرا، و كأن من تسبب فى إحداث أزمة الدواء كان يقصده بشكل شخصى. فى تلك الليلة إختلفا كالعادة، و فى هذه المرة كان الشك قد تسلل إلى نفسه تجاه تصرفات زوجته المريبة، فهى دائما مرتبكة ..ساهمة و قليلة الكلام، حتى لاحظ ويا للأسف أن ذيل كلبه أقصر من المعتاد، فواجه زوجته بحدة وإتهمها أنها قامت بقصه لكسر كبرياء الكلب. حاولت منى أن تدافع عن نفسها إلا أن أحمد لم يصدقها بل إشتد غضبه، فثارت ثائرتها هى الأخرى وقالت مبررة، أنه يملأ البيت بشعره الغزير، و قد أنهكها التنظيف اليومى فى أماكن تواجده وما أكثرها. لم يستطع أحمد ان يكبح جماح غضبه، فأخذ يزأر بشدة، وفجأة وقعت عيناه على طبق بيض كامل أمامه، فتلقفه على كف يده و حذفه فى وجه زوجته بمنتهى العنف. لم تصدق الزوجة عينيها بعد أن غشاها صفار البيض ،فأصبح شكلها أقرب إلى شخصية اسبونج بوب، ولم يكن ينقصها إلا أن تتمرغ فى حفنة من البقسماط لتتحول إلى سيدة "بانيه" مقرمشة من برة، وطرية ولذيذة من جوة ، وعندما حاولت التحرك، لم تستطع أن تحافظ على توازنها فسقطت على الأرض أكثر من مرة، وكانت كلما همت بالقيام وقعت مرة أخرى وكأنها فلاح فصيح يتزلج على الجليد فى القطب الشمالى بعد أن خرج لتوه من قريته. وأخيرا إستطاعت الوقوف بعد أن أمسكت جيدا بقائم طاولة الطعام. توجهت بدون كلمة واحدة إلى دورة المياه حتى تتحمم و تتخلص من آثار البيض، ثم أحضرت حقيبة السفر وأخذت تلقى فيها ملابسها و أغراضها وهى تبكى وتتمتم بعاصفة من الكلمات : دا ما كانش ديل كلب دا ! ! مفيش فايدة، ديل الكلب عمره ما يتعدل حتى لو قصيته. ....إلخ شعر أحمد بخطئه وحاول أن يصالحها إلا أنها أزاحته من طريقها وأصرت على الرحيل. خرجت منى غاضبة بعد أن أغلقت الباب بشدة خلفها فأحدث دويا شديدا قامت على اثره طفلتها ضحى من نومها. لم تجد ضحى أمها بالبيت إلا أن منظر أبيها الملقى على الأريكة وهو غير قادر على الكلام أو حتى إلتقاط أنفاسه هالها و أصابها بذعر شديد، اقتربت منه وهى تنادى عليه بقلق بالغ، تنبه الأب لوجودها فربت على كتفها وأخبرها أنه بخير إلا أنه يريد على وجه السرعة شراء دواء من الصيدلية، فرحبت الصغيرة بالنزول بعد أن كتب لها إسم الدواء فى ورقة صغيرة ومعها مبلغ خمسين جنيها ثمن الدواء وشدد عليها قائلا : إن هذا الدواء ناقص من الصيدليات ولن تجده بسهولة، إلا أن الطفلة الصغيرة أكدت أنها لن تعود بدونه. خرجت الصغيرة تسأل عن الدواء وقد أنهكها البحث، فأخذت تجوب شوارع المنطقة وبلاد تشيلها وبلاد تحطها، حتى وجدته أخيرا فى إحدى الصيدليات البعيدة عن بيتها. أخذت الطبيبة الصيدلانية تتحدث مع الطفلة بلطف حتى أحضر لها أحدهم الدواء من المخزن. خرجت الصغيرة وهى تلهث حتى تصل إلى أبيها قبل أن يصيبه مكروه. وما أن برحت الصغيرة، حتى تذكرت الطبيبة أن الدواء سعره قد إرتفع أضعافا مضاعفة، فخرجت خلف الطفلة مسرعة إلا أن الأخيرة كانت قد غابت عن الأنظار. فكرت الطبيبة قليلا ثم تذكرت بعض معلومات عن الطفلة من خلال الحوار الذى دار بينهما ، فهى تعرف إسم أبيها والمنطقة التى جاءت منها ، فقامت من فورها بالإتصال بالشرطة التى صعدت الأمر بدورها إلى السيد حكمدار العاصمة، فأمر بوقف البث الإذاعى والتلفزيونى على كافة المحطات والقنوات حتى الفضائية منها لإذاعة البيان التالى : من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن فى دير النحاس، لاتشرب الدواء الذى أرسلت إبنتك فى طلبه قبل أن تسدد مبلغ خمسمئة جنيه تبعا للتسعيرة الجديدة . كانت الطفلة قد إقتربت من البيت حين قطع الإرسال التليفزيونى عن الأم التى كانت تتابع المسلسل التركى فى بيت أهلها عبر قناة "شكراً ياسطى" ، فحولت البث بملل ظاهر إلى قناة CNNالإخبارية فسمعت التنويه، من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن فى دير النحاس، ماتستعبطش يا حاج وتشرب الدواء الذى أرسلت إبنتك فى طلبه، قبل أن تسدد مبلغ الخمسمئة جنيه والمال الحرام مش بيدوم وإبقى قابلنى لو خفيت. هربت الدماء من وجه الزوجة الملتاعة وهرعت من فورها إلى منزل الزوجية، فتحت الباب بعنف شديد ولم تغلقه خلفها، فإذا بها تجد أحمد يهم بأخذ الدواء، فهجمت عليه وعضته فى فروة رأسه وألقت بالدواء بعيدا. نظر إليها مندهشا، ولكن كان التعب قد أخذ منها كل مأخذ ، فإكتفت بتشغيل جهاز التلفزيون على قناة "سبيس تون" وهى تلهث، لتسمع أحمد البيان. ........ من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن فى دير النحاس، لاتشرب الدواء الذى أرسلت إبنتك فى طلبه، قبل أن تسدد مبلغ الخمسمئة جنيه، وربنا لنجيبك من قفاك ، حتروح مننا فين يا بعيد؟ نظر الزوج العاشق إلى زوجته بإمتنان وارتمى كل منهما فى حضن الآخر ، وإختلطت دموعهما معا، وفجأة حصلت كبسة داخل البيت وإمتلأ المدخل عن آخره برجال الشرطة، يتقدمهم السيد الحكمدار شخصيا الذى تنهد بإرتياح قائلا : إنت بقى أحمد أفندى؟ هديت حيلنا منك لله، حتدفع ولا نرجع الدوا؟ رد أحمد ومنى فى نفس واحد وبمنتهى الحزم: لا طبعا مش دافعين، خدوا الدوا واتكلوا على الله. الحكمدار : طب وصحتك؟ أحمد : ممنون لجنابك يا سعادة البكباشى ، حاطلب من نيييينة ترقينى.....سعيدة. الحكمدار يأخذ الدواء وينصرف وهو يقول : سعيدة مبارك يامواطن. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية