يكتب : إنى أرى الملك عاريا وكأنه لم تمر على مصر جمعة الأرض ، فقد تعامل الإعلام معها ( الجمعة ) على أنها يوم أجازة ، ولولا الملامة لقال الإعلام واصفا الحشود التى خرجت تحتج على تنازل مصر عن جزيرتى تيران وصنافير للسعودية أن المصريين نزلوا الشوارع هربا من حر البيوت !! فإذا كان الإعلام يريد أن يصرف المشاهدين من متابعى الأحداث والمهمومين بشأن الوطن عن متابعته ، وعدم إستقاء المعلومة منه كمصدر أساسى ، فالإعلام نجح بالفعل فى أن يصرف المشاهدين عنه فى الوقت الذى نجحت فيه قنوات فضائية أخرى خارجية فى جذب المشاهدين وإستقطابهم وجعلهم يلتفون حول شاشاتهم التى تنقل الحدث أولا بأول ، كما لو كانت فرن عيش يهمها أن تقدم للمواطن الرغيف طازه !! فممارسة سياسة التعتيم من قبل وسائل الإعلام المصرى فى الوقت الذى لم يترك فيه الإعلام الخارجى بما فيها مواقع التواصل الإجتماعى دبة النملة دون أن يبرزها للعالم أثبتت عدم نجاحها ، فمن غير المعقول فى الوقت الذى تشتعل فيه الأحداث ينظر الإعلام إلى الإحتجاجات كما لو كانت مشية غزال بكعب متحنى ، لم ينقصه إلا أن يغنى للغزال " ماتبطل تمشى بحنيه ليقوم زلزال " !! فلم ينجح التعتيم الإعلامى فى أن يكفى على موضوع تطرق هولاند لحقوق الإنسان وتقييد الحريات وضرورة حرية الصحافة وحرية التعبير والتى كانت المحور الرئيسى فى لقاء هولاند مع السيسى غطاء حلة !! فإذا كان الإعلام يظن أنه بالتعتيم والتطبيل يخدم النظام فهو مخطىء فخدمة النظام تكون بمواجهته بعيوبة ، وأظن أن حكاية الطفل الذى واجه الملك بعريه يجب على كل من الإعلام وكذلك النظام أن يتدارسها جيدا فيحكى أن أحد الملوك خدعه خياط محتال وأقنعه بأنه سيصنع له ثوبا سحريا لايراه إلا الحكماء ، فأقتنع الملك بمهارة الخياط المحتال ، وعندما جاء موعد خروج الملك بالثوب السحرى خرج الملك على شعبه ووزرائه عاريا ، وعندما سألهم : مارأيكم فى هذا الثوب السحرى العظيم الذى لايراه إلا الحكماء ، خاف بعض الوزراء من غضب الملك ، وبعض الوزراء كانوا يطمعون فى عطايا الملك ، فما كان منهم إلا أن قالوا للملك : هذا ثوب عظيم يامولاى ، وكان هناك طفل صغير فى القاعة فهتف الطفل ببراءة " أين هو الثوب العظيم الذى تتحدثون عنه ، إنى أرى الملك عاريا " ؟! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية