- أمين إسكندر: الرياض اعتمدت تلك السياسات فى لبنان واليمن.. وغياب الحس الوطنى أبرز الدوافع - عبدالرازق: المساعدات المالية ورحلات الحج والعمرة أكبر ضاغط للترويج للمعاهدة حالة السباق المُمنهجة التى بدا عليها كثير من السياسيين ورجال إعلام ومسئولين فى الدولة فى الدفاع عن سعودية جزيرتى "تيران" و"صنافير" الواقعتين عند مدخل البحر الأحمر، ومحاولة إثبات ذلك، بوثائق واهية لا ترقى بحسب دبلوماسيين إلى أن تكون أدلة دامغة على ذلك الطرح، يُعزز ارتباط هؤلاء الأشخاص بمصالح مع المملكة العربية السعودية. القيادى اليسارى، أمين إسكندر، برّر فى تصريحات ل"المشهد" مواقف عدد من السياسيين ورجال الإعلام الرامية لتبرير أحقية المملكة العربية السعودية فى جزيرتى "تيران" و"صنافير"، بالقول إن كل دولة تسعى لبسط نفوذها فى المنطقة تتبع سياسة تكوين النفوذ ومراكز القوى فى تلك الدول التى تربطها بها بمصالح استراتيجية. إسكندر لفت إلى أن المملكة العربية السعودية تمتلك جهازا إعلاميا قويا يروج لها ولسياساتها بقوة، وأن المملكة تمتلك أكبر صحيفتين فى الشرق الأوسط، هما (الحياة اللندنية – الشرق الأوسط اللندنية)، وأن تلك الصحيفتين تتم طباعتهما باللغات الأجنبية إلى جانب العربية، وهو ما يزيد من نفوذ المملكة والترويج لسياساتها بقوة فى المنطقة. وقال القيادى اليسارى إن المملكة العربية السعودية تعتمد سياسة شراء الذمم وتجنيد الأشخاص لضمان الترويج لأفكارها، وقال: "المملكة السعودية تمول صحف محلية وقنوات فضائية لضمان تبنى تلك المواقع والصحف وجهة النظر السعودية فى المنطقة من جهة ولضمان التأثير على الرأى العام وإهامهم بأن الجزيرتين سعوديتين من جهة أخرى". وقال إسكندر أنه مهما كانت دوافع النظام والشخصيات المُروجة لسعودية الجزيرتين فإن التاريخ لن يغفر لهما ذلك، وقال إن لكل فريق مروج لسعودية الجزيرتين أهدافه الخاصة، منها من يتبنى وجهة نظر الدولة أيما كانت، مثل سامى شرف ومفيد شهاب، فهى شخصيات معروفة تاريخها أنها لم يسجل لها من قبل أنها عارضت وجهة نظر الدولة سواء كانت على حق أو غير ذلك، ومنها من يعتبر أن رأس النظام الرئيس السيسى لا يخطئ بل لدرجة تصوره "لا ينطق عن الهوى". وأكد إسكندر أن من بين أسباب ترويج البعض لسعودية الجزيرتين هو الشعور بالتبعية وغياب الدوافع والحس الوطنى، ومنهم من تم شراؤه بالمال وللأسف هذا حال الكثير منهم، وشدد على أن السعودية تقوم بذلك دور بشكل فاعل فى لبنان واليمن، وأنه لا يمكن التعاطى عما حدث فى مصر فيما يخص هوية الجزيرتين بمنأى عن تلك السياسات. وأكد القيادى اليسارى على مصرية جزيرتى "تيران" و"صنافير" وأنه لا يمكن التعامل معهما على أنهما غير ذلك، وأن تلك المنطقة لم يطأها قدم سعودى واحد على مدار التاريخ، وأنه سيتم التعامل مع تلك الأزمة بجميع الطرق القانونية والميدانية حتى يتم سحب معاهدة إعادة تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودبة. القيادى فى حزب "التجمع" – أقدم الأحزاب اليسارية فى مصر – حسين عبدالرازق، انتقد إصرار شخصيات عامة وسياسيين الترويج لسعودية الجزيريتن، وعوّل ذلك الأمر على قوة ما أسماه "اللوبى السعودى" فى مصر. وأوضح عبد الرازق أن قضية انتماء الجزيرتين "تيران" و"صنافير" بصرف النظر عن سوء إدارة السلطات المصرية، موضوع لا يحسمه كاتب أو صحفى أو سياسى، كون تلك القضية لها أبعاد جغرافية وسياسية وآراء خبراء القانون الدولى، والذى يحسم ذلك الأمر كل هؤلاء معا. وقال: "الحماس الجنونى لعدد من الكتاب والسياسيين، وتسخير جهدهم للدفاع والقطع بسعودية الجزيرتين أمر يدعو للدهشة والاستغراب، ومن الواضح أن اللوبى السعودى فى مصر قوى ويقوم بدوره على أقوى وجه". وأكد أن موقفهم محل إدانة وتساؤل، وكان لابد من التروى قبل الحسم والانحياز إلى ذلك الأمر أو ذاك، وفى كل الأحوال الطريقة الخاطئة للدولة وسوء إدارتها للأزمة، هو ما تسبب فى كل ذلك الجدل، فالأزمة كشفت فشل السلطة وغياب الرؤية والهدف. عبد الرازق لم يجزم بطبيعة الامتيازات التى تعتمد عليها السعودية فى تكوين لوبى لها داخل مصر، إلا أنه لفت إلى أن المساعدات المالية سواء للدولة أو للأسخاص والمؤسسات أكبر دافع لهؤلاء الأشخاص فى تبنى وجهات نظر سعودية الجزيرتين، فضلاً عن توغل السعودية وتصاعد نفوذها فيما يخص المراكز الدعوية السلفية ربما يكون حافزا لهؤلاء، فضلاً عن التسهيلات الاقتصادية، التى من الممكن أن يكون هؤلاء الأشخاص يتمتعون بها، ورحلات الحج وعمرة، والرواتب الشهرية التى تأتى فى شكل مستشارين إعلاميين للسفارة السعودية. وعلى الرغم من أن عبد الرزاق أثنى على الحراك الميدانى واعتبره من أشكال الضغط على النظام لسحب تلك الاتفاقية إلى حين تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لإعطاء رأيهم فى تلك القضية، رفض التشكيك فى وطنية القائمين على رأس النظام فى مصر، وقال: "السيسى جاء بأصواتنا وبأغلبية أصوات غير مسبوقة، كما أن المؤسسة التى خرج منها تنفى عنه تلك الاتهامات"، وطالب السيسى بسحب الاتفاقية وإعادة النظر فيها عبر تشكيل لجنة وطنية من كل أطياف الشعب لمناقشة القضية. ومع تصاعد الغضب الشعبى جراء توقيع رئيس الوزراء شريف إسماعيل وولى ولى العهد السعودى محمد بن سلبمان بحضور السيسى والملك سلمان، 8 إبريل الجارى، معاهدة إعادة تعيين الحدود البحرية، الذى تتنازل مصر بمقتضاه على جزيرتى "تيران" و"صنافير"، ومع الحديث عن أن الحالة الاقتصادية لمصر هى التى دفعت إلى هذا القرار، نفى السفير السعودى بالقاهرة، أحمد القطان، ما تم تداوله مؤخرا عن منح مسئولين وإعلاميين مصريين هدايا خاصة، وقال فى تصريحات إعلامية "ما تم تداوله بهذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة، وتستهدف إفساد العلاقات الجيدة بين مصر والمملكة العربية السعودية".